يؤدي توقف حركات التنفس اثناء النوم الى تطور مرض ارتفاع الضغط بشكل معزول عن عوامل الخطورة الاخرى. ويحدث هذا التوقف نتيجة للانسداد المتقطع والمتكرر للطرق الهوائية على مستوى الحنجرة. ويصحو خلالها المريض جزئياً. وهي اكثر ما تصيب متوسطي الاعمار من الرجال البدينين. واثبتت هذه العلاقة دراسة ايطالية، شملت 2677 بالغاً تراوحت اعمارهم بين 20 و85 سنة. وقامت الدراسة بهدف تحري العلاقة بين شدة مرض توقف حركات التنفس الانسدادية اثناء النوم وارتفاع الضغط الدموي. وركز الباحثون الطليان على القصة السريرية والمعلومات الكاملة المتعلقة بالمشاركين، وقاسوا ضغطهم الدموي صباحاً ومساءً بالاضافة الى مراقبة حركات تنفسهم طوال الليل بالاستعانة بجهاز خاص. وشُخص عند 40 في المئة من المشاركين ارتفاع في ضغط الدم، وتم ذلك اما من خلال القصة السريرية، او عبر قياس ضغط الدم ومشاهدة القيمة المرتفعة له. وقسم المرضى بعدها الى اربع مجموعات، كان افراد المجموعة الاولى اما خالين من نوبات توقف التنفس ليلاً او انهم يتعرضون الى اكثر من 10 نوبات في اليوم. وبلغ عدد نوبات افراد المجموعة الثانية بين 10 و31 نوبة. وراوح عدد النوبات التي يتعرض لها افراد المجموعة الثالثة بين 30 و51 نوبة. اما المجموعة الرابعة فبلغ عدد نوبات افرادها اكثر من 50 نوبة. وكانت شدة ارتفاع الضغط ملازمة لعدد النوبات التي يتعرض لها المصاب ولشدة المرض، خصوصاً عند الذين لا يأخذون علاجاً لهذا الضغط المرتفع وذلك بعد الاخذ بالاعتبار العمر والبدانة. وامكن القول من معرفة عدد نوبات توقف التنفس ودرجة ارتفاع الضغط عند الجميع ان كل نوبة من هذه النوبات تؤدي الى زيادة احتمال تطور ارتفاع في الضغط الدموي بمقدار واحد في المئة. ينشأ هذا المرض من تضافر نقصان توتر عضلات البلعوم والحنجرة خلال النوم مع وجود عائق في مجرى الهواء والذي يكون اما داخلياً من منشأ خلقي او خارجياً مثل ضخامة الرقبة. ويحدث الاستيقاظ خلال الليل نتيجة زيادة حركات التنفس من اجل التغلب على هذا العائق. ويتميز هذا المرض بالشخير العالي وبالشعور بالنعاس طوال اليوم نتيجة عدم اخذ الجسم راحته خلال النوم المضطرب والشعور بالصداع الصباحي ونقصان الرغبة الجنسية وضعف الوظيفة العقلية الذي يتجلى بنقص القدرة على التركيز، مع العلم ان اهم الاختلاطات المعروفة في هذا المرض هي الامراض القلبية الوعائية وزيادة نسبة حوادث الطرق الناجمة عن النعاس ونقص التركيز خلال القيادة. ويعالج المرض بتطبيق المساعدة التنفسية عبر قناع خاص طوال الليل بالاضافة الى انقاص الوزن واستئصال اللوزات التي قد تساعد في تحرير الطريق الهوائي. واعتماداً على هذه الدراسة التي بينت ان مرض توقف التنفس الانسدادي يؤدي الى ارتفاع الضغط، فانه يجب ان يوضع في الحسبان هذا السبب عند تحري اسباب ارتفاع الضغط عند اي انسان، خصوصاً عند وجود مؤشرات تدل على وجوده، مثل البدانة والشخير اثناء الليل او عدم التركيز اثناء النهار والشعور بحاجة الجسم القوية الى النوم.