قالت صحيفة "هآرتز" الاسرائيلية ان تل أبيب ترغب في أن تتسلم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان بعض المواقع الأساسية التي أخلاها الجيش الإسرائيلي في الشريط الحدودي المحتل. وأشارت الى أن هذه الرغبة أثيرت خلال المحادثات التي أجريت بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي. وتشمل مواقع: كركوم وبيوفورت وعايشة وهي تقع في نقاط استراتيجية داخل الشريط. وقالت الصحيفة: إن لارسن لم يجب عن الاقتراح وقد لا يظهر رد الأممالمتحدة على هذه الفكرة خلال الأيام العشرة المقبلة في ضوء زيارة لارسن لبيروت. وقال ضابط كبير ان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن دور الأممالمتحدة في المسائل السياسية والأمنية المتعلقة بالانسحاب من لبنان خلال الشهرين المقبلين قد يكون حاسماً. وأضاف حوّلنا الأممالمتحدة محكمة في المسائل المتعلقة بالحدود". وأشارت الى أن الجيش الإسرائيلي سيقدم الى موفدي الأممالمتحدة بمن فيهم خبير خرائط يرافق لارسن خط الانسحاب المستند الى الحدود الدولية العام 1923. ووعدت اسرائيل الأممالمتحدة بتوفير كل المساعدة الضرورية لمراقبة الحدود والانسحاب. وأعربت مصادر عسكرية اسرائيلية عن اعتقادها للصحيفة "إن سورية لن تمنع لبنان من طلب التجديد لقوات الطوارئ المقرر في تموز يوليو المقبل. الا أن ذلك سيصبح أوضح مع اقتراب موعد الانسحاب". ورأت "هآرتز" "ان اشتراك الأممالمتحدة يقلل من فرص انسحاب اسرائيل قبل الموعد المعلن بسبب الحاجة الى التنسيق مع الأممالمتحدة التي من الصعب عليها أن تكون جاهزة قبل منتصف حزيران يونيو". وأشارت الى أن نائب رئيس الأركان الجنرال عوزي ديان هو الآن منسق خطط الانسحاب. وقالت إن هذه الخطط تحتاج الى نحو اسبوعين من تاريخ اعطاء الأمر، وأن المعدات الأقل فتكاً ستسحب من المواقع في بدايات حزيران، ويستعد الجيش الاسرائيلي لاحتمال الانسحاب تحت النيران وفيما الجنود يقاتلون. وأضافت الصحيفة "لم يتخذ قرار بعد بنسف المواقع التي سيتم اخلاؤها وهناك احتمال يتم درسه لتسليم مواقع خط الجبهة الأمامية لجيش لبنانالجنوبي الموالي لإسرائيل على الأقل خلال اليومين الأولين من الانسحاب وحتى الاخلاء، التام لهذه المواقع القربية من اسرائيل". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن احتجاجات قام بها سكان المستوطنات الشمالية على الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. وقالت إن سكان مستوطنة مسكاف عام منعوا الجرافات من العمل على وضع سور حدودي جديد بأجسادهم، بينما كان جنود اسرائيليون وعمال يقومون بمسح المنطقة استباقاً للطرق الفرعية المنوي شقها على طول الحدود. وأكد السكان أنهم لن يسمحوا للجنود بمواصلة عملهم قبل أن يسمعوا حلولاً مقنعة للوضع الأمني الذي قد ينشأ في ضوء الانسحاب. وقالت الصحيفة ان خلافات بين منظمة حماية الطبيعة في اسرائيل والجيش الاسرائيلي قد يؤخر التحضيرات الجارية على طول الحدود، لأن بعض المواقع العسكرية التي كانت قائمة داخل لبنان ستنقل الى اسرائيل إذ من المقرر بناؤها في مناطق صنفت على أنها محميات طبيعية.