كشفت مصادر إسرائيلية أن وزير الدفاع اسحق موردخاي سيزور باريس الشهر المقبل لإطلاق مبادرة تتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان، حيث قتل 3 جنود في اشتباك مع "حزب الله"، فيما اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سورية بأنها تستخدم عمليات المقاومة للضغط على الدولة العبرية. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن موردخاي سيزور باريس مطلع آذار مارس المقبل لعرض "مبادرة جديدة" تهدف إلى اخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان. وكرر نتانياهو، في كلمة ألقاها أمام وفد يهودي كندي "عدم وجود أي تحفظ إسرائيلي" على القرار الدولي الرقم 425 شرط "تفكيك قدرات حزب الله القتالية وتحقيق سلام حقيقي يوفر الأمن لشمال إسرائيل". واتهم سورية باستخدام لبنان كساحة قتال ضد إسرائيل، وقال إن "سورية قادرة على منع هجمات حزب الله، إلا أنها تمتنع عن ذلك من أجل ممارسة الضغوط على إسرائيل". وكرر ان إسرائيل مستعدة للتفاوض مع دمشق على كل القضايا، بما في ذلك القضايا الاقليمية، لكن من دون شروط، مضيفاً ان حكومته "ليست مستعدة للقبول بالاملاءات". وهز مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة واصابة ثلاثة آخرين ثقة الأجهزة العسكرية الإسرائيلية بمخططاتها الأخيرة التي استهدفت الحد من قدرة مقاتلي "حزب الله" على التسلل إلى داخل "الشريط الحدودي" والاشتباك المباشر مع الجنود الإسرائيليين. ولاحظت مصادر إسرائيلية ان هذه الخطوة نجحت حتى الخميس الماضي في تحقيق أهدافها، حيث تشير الاحصاءات إلى مقتل جندي إسرائيلي واحد منذ بداية السنة، في حين قتلت إسرائيل 17 من "حزب الله". لكن الدولة العبرية أعربت أخيراً عن قلقها الشديد ازاء تبني "حزب الله" تكتيكاً قتالياً جديداً يتمثل في قصف المواقع العسكرية الإسرائيلية عن بعد والذي أثبتت جدواه نتائج العملية الأخيرة. وأشارت المصادر إلى ان نشاطات "حزب الله" شهدت تكثيفاً لا سابق له خلال الشهرين الأخيرين، ملاحظة ان غالبية هذه النشاطات نفذت من بعيد. وسجلت المصادر ذاتها 75 هجوماً نفذه "حزب الله" خلال كانون الثاني يناير الماضي وحده وحافظ على الوتيرة ذاتها في شباط فبراير الجاري. واتبع "حزب الله" في غالبية نشاطاته تلك قصف المواقع العسكرية الإسرائيلية بمئات صواريخ "كاتيوشا" والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف المدفعية من خارج "الشريط" كان آخرها اطلاق قذيفة من عيار 120 ملم باتجاه موقع كركوم العسكري أصابت الهدف بدقة. وتخشى الأوساط العسكرية في إسرائيل أن تؤدي "حرب الاستنزاف" في جنوبلبنان، التي بات "حزب الله" يغير من أساليبه القتالية فيها، إلى المزيد من الخسائر البشرية الإسرائيلية في ظل الاستخدام المكثف للقصف الصاروخي. وحذر قائد المنطقة الشمالية عميرام ليفين في هذا الصدد من أن قواته "ستتخذ اجراءات صارمة ضد القصف المدفعي من حزب الله".