} بينما يتواصل تدفق برقيات التهنئة على المسؤولين اللبنانيين، بتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، أبدت دول عربية استعدادها للمساهمة في إعادة اعمار لبنان. تلقى رئيس الجمهورية إميل لحود أمس رسالة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، نقلها إليه السفير القطري محمد علي النعيمي، يهنئه فيها بالتحرير ويعلمه بتبرعه بمبلغ سبعة ملايين دولار لمصلحة التنمية والإعمار وتصليح ما هدمه العدوان. وقد أودع المبلغ حساب الخزينة في مصرف لبنان. وشكر لحود لأمير قطر دعمه. والتقى رئيس الجمهورية ولي عهد دبي وزير الدفاع الإماراتي الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونوه بدعم الإماراتللبنان بتوجيه من رئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأفاد الشيخ محمد الذي يقوم بزيارة للبنان تستمر يومين يجول خلالها على مناطق جنوبية عدة، أنه ينقل تحيات القيادة الإماراتيةللبنان "بتحريره مسجلاً واحدة من أنصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث". وبعدما أشاد بتضحيات اللبنانيين وصمودهم، اعتبر أن "هذه الملحمة الجنوبية تفتح نافذة أمل واسعة للبنان، وتثبت أن في إمكان العين أن تقاوم المخرز". وتوقع مستقبلاً زاهراً تتجه فيه الجهود لإعادة إنماء وإعمار ما خربه الاحتلال. ودعا "الى المشاركة الفاعلة في الجهد المبذول لإحلال السلام العادل والشامل". ودعا جميع العرب الى "الوقوف مع لبنان وشعبه ورد الجميل إليه ومساعدته وهو يخوض معركة البناء" مؤكداً أن "الإمارات لن تتأخر عما يمليه عليها الواجب وتفرضه أواصر الأخوة، وسيجدها لبنان واللبنانيون دائماً الى جانبهم". وتلقى لحود رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، هنأه فيها وعبر عن وقوف بلاده الى جانب لبنان. وفي تصريح أمس، قال رئيس الحكومة سليم الحص "إذا كان الفضل في هذا الانتصار يعود الى تضحيات المقاومة الباسلة وصمود الشعب اللبناني برمته والتفافه حول المقاومة معتصماً بالصبر والإيمان والوحدة الوطنية، فإننا نعتز أن الدولة استطاعت مواكبة هذا المخاض بفاعلية، من خلال تبنيها المقاومة ودعمها وطنياً وعربياً ودولياً، ومن خلال سياسة خارجية ناشطة وفاعلة، ولو بعيداً من البهرجة المسرحية". وأمل "أن يشكّل هذا الانجاز الوطني والقومي العظيم، منعطفاً في مسار الحياة اللبنانية نحو الأفضل وطنياً واقتصادياً واجتماعياً، وأن تكون له تداعياته الإيجابية على صعيد التسوية العادلة والشاملة في المنطقة في إطار وحدة المسارين اللبناني والسوري، وكذلك على صعيد تحصين حق الفلسطيني في أرضه ودولته وتقرير مصيره. فالإنجاز اللبناني المؤزر له بلا أدنى ريب أبعاده الوطنية ودلالاته القومية". وقال "أما على الصعيد الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي فنأمل بأن يسجل الإنجاز الجنوبي منعطفاً نحو الأفضل. إذ لا بد من أن تتعزز مناخات الاستثمار بانحسار العدوان الإسرائيلي، ثم أن الجهد الإعماري والإنمائي الواسع الذي ستطلقه الدولة في الجنوب، بعد تحريره مرشح الى أن يكون، بما سيرافقه من دعم عربي وخارجي، الشرارة التي تطلق عملية إعادة الحركة والنشاط والعافية الى الاقتصاد اللبناني بأسره، ووضعه من ثم مجدداً على درب النمو والازدهار والاستقرار. فلا غلو والحال هذه في القول إننا اليوم أمام فجر مرحلة جديدة تمنّي بالخير العميم". وأعلن وزير الصحة اللبناني الدكتور كرم كرم ان الانسحاب الاسرائيلي هو انتصار لكل الشعب اللبناني، ساهم فيه كل منا، سواء بالمقاومة او الاستشهاد او الصمود او بالقلم، مشيراً بذلك الى وسائل الاعلام اللبنانية. وتحدث اثناء حفلة تكريماً للصحافة اللبنانية، سبقها مؤتمر صحافي، عرض خلاله في حضور كرم مدير جمعية الشبان المسيحية غسان الصياح وحبيب لاتيري مدير مكتب منظمة الصحة العالمية تقريراً عن تغطية المنظمات الاهلية اللبنانية المناطق اللبنانية بمساعدات الادوية. وفي المواقف رأى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أن رهان الرئيس إميل لحود على "تضحيات المقاومة والجيش وعلى الدعم السوري أعطى ثماره وأنتج انتصاراً على الاحتلال الإسرائيلي، نادراً وفريداً". وقال في بيان أمس من باريس، إن استرداد الشريط الحدودي "يفسح في المجال أمام إحياء الدولة، التي طال غيابها بما هي مؤسسة جامعة ما بين مناطق لبنان وأهلها جميعاً، وراعية لهم ولأمنهم ولحرياتهم". وأشار الى أن "المصلحة الوطنية تقضي في هذه الظروف بمؤازرة الشرعية والالتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يشكل دوره الآن تهيئة لا بد منها لإحياء الدولة والسيادة الوطنية". ودعا الى "منح أهل الجنوب الرعاية التي حرموها على مدى ثلاثة عقود، فما وجدوا من يبقيهم في أرضهم إلا سلطة الاحتلال يتعاملون معها بالتي هي أحسن". وقال إنها مأساة تحتاج الى تفهم وسعة صدر وحكمة" بتحقيق "المصالحة الوطنية التي لم تتم بعد، فيعود اللبنانيون كلهم الى الدولة، وإلى المؤسسات الدستورية والشرعية". ودعا النائب نسيب لحود الى نشر الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية فوراً في البلدات والقرى المحررة، معتبراً أن "الأمر لا يتعارض مع مبدأ الامتناع عن إعطاء الضمانات للإسرائيلي". وأمّ منزل سفير لبنان في بروكسيل فوزي فواز أول من أمس، عفوياً ومن دون دعوات، ما لا يقل عن 700 مغترب لبناني في بلجيكا لتقديم التهانئ والتعبير عن فرحتهم بالتحرير. وساء المجلس السياسي ل"القوات اللبنانية" الناشط خارج لبنان "أن يتحول الانسحاب مناسبة لاستقواء خليط من التنظيمات المسلحة على أهلنا في الجنوب". وحمّل الحكومة المسؤولية عما يحدث.