أيّام قليلة تفصل البطل العماني حمد الوهيبي سائق فريق العرب العالمي للراليات، عن عودته الى المحافل الدولية التي عود جماهيره على التألق خلاها، حيث من المقرر ان يشارك في رالي اليونان الدولي، الجولة السابعة من بطولة العالم، من 8 إلى 11 حزيران يونيو المقبل. وكان الوهيبي قد فضل عدم المشاركة في الجولات الست الأولى بهدف تركيز جهوده على البحث عن ممولين، فكانت اللفتة الكريمة من السلطان قابوس الذي أراد لابن السلطنة أن يكمل مسيرته الحافلة بالإنجازات في البطولة العالمية فقدم له الدعم اللازم. وبرز الوهيبي بشكل لافت في بطولة العالم العام الماضي عندما نافس طويلاً على لقب المجموعة "ن"، وحصل على المركز الثاني خلف صاحب الخبرة الواسعة غوستافو تريلليس من الأوروغواي . لكن طموحات الوهيبي كبيرة ولا تقف عند حدود المجموعة "ن"، وهي تمتد الى إثبات الوجود بين الكبار، ولذا اختار المشاركة هذا العام في فئة "ورلد رالي كار" التي كانت تعرف سابقاً بالفئة "أ". واستغل النجم العربي فترة الاستراحة والقسم الأوّل من بطولة عام 2000 للتعاقد مع فريق "برودرايف" الذي يحضّر سيّارات سوبارو في بطولة العالم. وهذا الفريق العريق يتطلّع دائماً إلى المستقبل والاستمرارية لذلك ادخل فئة جديدة اسماها "كل النجوم" وخصصها للسائقين الواعدين القادرين أن يصبحوا طرفاً في الفريق الأول ل"برودرايف" مستقبلاً. واختيار الوهيبي ليكون ضمن تلك الفئة الجديدة، هو بحد ذاته يدل على الموهبة الكبيرة التي يمتلكها. والفوارق كبيرة بين سيّارة المجموعة "ن" وسيّارة "ورلد رالي كار"، والتعوّد على الأخيرة يتطلّب وقتاً طويلاً وجهداً ومثابرة من السائق، لكن ضمانات النجاح غير متوافرة حتى في تلك الظروف. فسائق جيد من المجموعة "ن" لا يعني أنّه بالضرورة سيكون جيداً على "ورلد رالي كار"... والأمثلة كثيرة على سائقين فشلوا في البروز بعد انتقالهم من المجموعة "ن". ويرى الوهيبي ان "سيّارة المجموعة "ن" هي سيّارة عادية أُدخلت عليها بعض التعديلات لتصبح سيّارة رالي، لكن معظم القطع فيها تبقى كما هي مشابهة للسيّارات العادية. أما بالنسبة الى سيّارة فئة "ورلد رالي كار" فهي مُصنّعة خصيصاً للراليات مع احتفاظها إلى حدّ بعيد بالشكل الخارجي للسيّارة العادية". التجارب مشجعة التجارب التي أجراها سائق العرب على متن السيّارة الجديدة كانت مشجعة جداً، وأدهشته قدرته على التأقلم سريعاً. واشاد مدير فريق "كل النجوم" بول هاورث بقدرات الوهيبي: "عملت مع سائقين عدة بارزين في بداية مسيرتهم، والوهيبي يذكرني بهم كثيراً وهو يملك موهبة طبيعية". واستعاد الوهيبي طرف الحديث: "حسب هاورث وملاحي توني سيركومب، قيادتي أفضل على "ورلد رالي كار" مما كنت عليه في المجموعة "ن"، وعندما تسمع ذلك من أشخاص يملكون خبرة كبيرة في عالم الراليات تشعر بالفخر. طبعاً لا يزال لدي الكثير لأتعلمه عن السيّارة الجديدة". وعندما طلب من الوهيبي تفصيل الفوارق بين الفئتين، قال: "الشبه الوحيد بين السيّارتين هي السرعة القصوى، والباقي أشبه بالفارق بين الليل والنهار. فمكابح "ورلد رالي كار" تتحمل أكثر بكثير ما يعني أنه بوسع السائق التأخر في استعمالها عند المنعطفات ليكسب ثواني ثمينة. كما أنها تبلغ السرعة القصوى بفترة أقصر بكثير وهنا أيضاً يمكن للسائق كسب ثوان. وأهم فارق هو في قوّة الدفع الأقوى. وكلّ ما ورد أعلاه يتطلّب من السائق لياقة بدنية عالية كي يتمكّن من السيطرة على ردود فعل السيّارة على مدى ثلاثة أيّام طويلة". واضاف سيركومب على ما اوضحه الوهيبي: "والفارق المهم أيضاً بين الفئتين هو أن التعليمات التي أعطيها له ستأتيه بوتيرة أسرع بكثير ما يتطلّب مني ومنه تركيزاً كبيراً لتجنّب ارتكاب أخطاء تكلّفنا غالياً. فاجأني الوهيبي خلال التجارب الأخيرة بسرعة استيعابه وتعوده على الوتيرة الجديدة". الفوارق بين الفئتين مهما كثرت، لن تقف في طريق الوهيبي، فتصميمه صلب وعزيمته من عزيمة الصخر، ولن يبخل بنقطة عرق واحدة في سعيه إلى تحقيق الهدف الذي وضعه لنفسه وهو أن يصبح أحد سائقي الفرق المصنّعة، ليرفع الراية العربية عالياً في المحافل الدولية.