} قتل مدني وجرح آخرون في اربعة حوادث منفصلة في الجنوباللبناني امس، في اول تطور من نوعه بعد الانسحاب الاسرائيلي، في وقت حصد انفجار ألغام عدداً آخر من الضحايا. واكدت الحكومة اللبنانية انها ستتخذ بدءاً من اليوم اجراءات لمنع تكرار التجاوزات في المناطق المحررة وعلى الشريط الشائك الفاصل على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. قتل احد ابناء بلدة رميش الجنوبية الحدودية ظهر امس، في حادث تضاربت الروايات في شأنه، وادى الى توتر وقلق، كما افاد شهود عيان "الحياة". وافاد مرجع امني "الحياة" "ان شاباً حضر الى البلدة يسأل عن ميكانيكي لتصليح عطل اصاب سيارته المتوقفة وسط الطريق. واضاف ان صاحب السيارة اصطحب ايلي منعم الحاج لتصليح سيارته، مشيراً الى ان ثمة من اشاع بين ابناء البلدة ان الاخير خطف بعدما تأخر في العودة الى منزله. في هذه الاثناء تنادى عدد من الاهالي الى اقامة حاجز احتجاجاً على خطفه، وسارعت قوى الامن الى الحضور الى رميش وعملت فوراً على ازالته". وتابع المصدر "بعدما ازيل الحاجز ظل التوتر النفسي مسيطراً على عدد من ابناء البلدة الذين وقفوا وسط الطريق واخذوا يعترضون المارة، وصودف في هذه الاثناء مرور شادي عطايا فاعترضوا سيارته ومنعوه من العبور، ما ادى الى حصول تلاسن اعقبه تضارب بالايدي تطور الى اطلاق عطايا النار، فاصيب جرجي الحاج 50 عاماً في بطنه، وما لبث ان فارق الحياة، وجرح جورج عساف. واوضح المصدر ان قوى الامن اوقفت مطلق النار. واصدرت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بياناً بالحادث، وفيه ان خلافاً فردياً حصل بين شادي عطايا وجرجي الحاج اطلق خلاله الاول النار من مسدس حربي على الثاني فاصيب برصاصة ادت الى وفاته، مشيرة الى اصابة عساف بجروح طفيفة. واعلنت انها قبضت على مطلق النار وضبطت سلاحه المستعمل وباشرت التحقيق معه باشراف القضاء المختص. وروى كاهن البلدة الأب نجيب العميل ما حصل "أن ثلاثة أشخاص من أصدقاء الحاج من عيتا الشعب حضروا الى منزله من أجل تصليح سيارتهم المعطلة فاعتقد الأهالي أنه خطف"، وأضاف "توجهت الى عيتا نظراً للعلاقات الطيبة مع أهلها لاصطحاب الحاج، وعندما وصلت الى نقطة بين رميش وعيتا صادفت زحمة سير وشباناً من رميش متجمعين وهم يطالبون بمعرفة مصير الشاب، فحصل تلاسن مع بعض المواطنين الآتين في سياراتهم لزيارة المناطق المحررة، ما أدى الى تشابك بالأيدي، ومن ثم إطلاق نار من مسدس، عندها صعدت الى سيارتي وعدت الى البلدة للمحافظة على حياتي، أُخبرت لاحقاً أن إطلاق النار ادى الى جرح الحاج ومن ثم وفاته، وأخبرنا أيضاً أن الشاب الذي أشيع أنه خطف هو على علاقة صداقة مع الشبان أصحاب السيارة المعطلة". وزار مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق رميش عقب الحادث واجتمع مع كاهن رعيتها الأب نجيب فريد، وعدد من فاعليات البلدة لاستيعاب الموقف. ... على الحدود وكان لبنانيون واصلوا تظاهراتهم امام "بوابة فاطمة" في منطقة كفركلا الحدودية مع اسرائىل، واستطاع نحو 20 منهم اقتحامها ودخول الاراضي الاسرائيلية، قبل ان يعودوا بعدما اطلق الجنود الاسرائيليون عيارات نارية في الهواء في محاولة لابعادهم. واخذ بعض هؤلاء حفنة تراب قبل عودته الى داخل الحدود اللبنانية وهو يهتف "هذا تراب من فلسطين". وفي المقابل رشق شبان لبنانيون دورية اسرائيلية من سيارتين كانت تمر قرب "بوابة فاطمة" بالحجارة، ورد عليهم الجنود الاسرائيليون باطلاق النار والقنابل الدخانية، ما ادى الى اصابة علي برجاوي 21 عاماً برصاصة في ساقه وجهاد الزين، ونقلا الى احد مستشفيات المنطقة. وعلى الاثر اقفل "حزب الله" بجرافة تابعة ل"مؤسسة جهاد البناء" الطريق المؤدية الى البوابة، بثلاثة مكعبات من الباطون المسلح وحطام سيارة محروقة، مانعاً الاهالي من التقدم الى هناك. وقالت الاذاعة الاسرائيلية "ان القوات الاسرائيلية اجبرت لبنانيين عبروا الحدود امس للاحتفال بالانسحاب الاسرائيلي على العودة"، واضافت انهم رفعوا اعلام "حزب الله" وقالت ان الجيش ارسل سيارة دورية بعدما رصد من احدى نقاط المراقبة وجودهم، وانه "ردهم على اعقابهم من دون اي احتكاك بهم على رغم اطلاق بعض العيارات النارية في الهواء". وجرح حسين حبيب حمية 19 عاماً في تظاهرة مماثلة في بلدة رامية الحدودية. وافاد شهود عيان وسكان من منطقة كفركلا ان المنطقة التي يتوافد اليها المواطنون للتظاهر ورشق الاسرائيليين بالحجارة هي لبنانية وانهم يقومون بذلك لدفعهم الى الانسحاب منها. وذكروا ان المواطنين تسلقوا سوراً بناه الاسرائيليون ليلاً، يقع داخل الاراضي اللبنانية، ولدى القائهم الحجارة، رمى جنود اسرائيليون قنبلة صوتية في اتجاههم، ثم اطلقوا النار على ارجلهم. واحتجاجاً على تواصل احتلال بلدة العباسية المدمرة كلياً في القطاع الشرقي حيث اقامت اسرائيل مربضاً للمدفعية البعيدة المدى نظم اهاليها اعتصاماً حاشداً على بوابة الشريط الشائك اكدوا فيه ان بلدتهم الواقعة ضمن مزارع شبعا والتي هجروا منها عام 1967 هي لبنانية يجب ان تعود اليهم. ولاحظ الصحافيون الذين رافقوا الاهالي الى الشريط الشائك بعض الخروقات المحظورة لبنانياً، اذ كان يتم تبادل صرف العملات بين بعض اللبنانيين من الجانب اللبناني وعناصر من "الجنوبي" موجودين خلف الشريط داخل اسرائىل وجنود اسرائيليين. وانفجر، الاولى بعد ظهر امس، لغم ارضي بموسى جمعة جمعة 23 عاماً فاصيب بجروح، اثناء عمله على جرافة كانت توسع طريق بلدته مليخ، ونقل الى مستوصف الهيئة الصحية الاسلامية في البلدة وعولج. كذلك أدى انفجار لغم أرضي في سهل المئذنة في بلدة كفررمان في القطاع الأوسط السادسة مساء، الى مقتل المعاون الاول في الجيش عدنان علي ماضي، وزوجته وطفليهما ألاء وعلي وجرح لمى حمادة ومحمد عمّار وابنه هلال وفاطمة زوجة مصطفى ياسين. وكان مصدر مقرب من قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان افاد ان الحكومة اللبنانية اكدت لهذه القوات انها ستتخذ اجراءات بدءاً من اليوم لمنع تكرار التجاوزات التي حصلت امس على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ولضبط تدفق الاهالي العائدين الى المنطقة. واضاف "ستجرى عمليات تدقيق. لكن اليوم امس احد عطلة وغالبية الناس نزلت الى الجنوب. واستمرار تجاوزات كالتي سجلت، لمدة اسبوع، امر طبيعي بعد احتلال استمر 22 عاماً. وسيتوقف ذلك ابتداء من الغد اليوم"، مشيراً الى ان اتصالات تجرى "على اعلى المستويات" بين الحكومة اللبنانية وقوات الطوارئ لتهدئة الوضع. واكد المصدر "ان ما يحدث خطير لأنه يتم بعد انسحاب اسرائيل. فوقوع قتيل من هذه الجهة او تلك سيكون صراعاً بين دولتين".