طارق حبيب، تألق في فترة حكم الرئيس الراحل انور السادات في سماء التلفزيون المصري، قدم الكثير من البرامج الناجحة في التلفزيون مثل "2 على الهواء"، "اوتوغراف"، "فلاش"، "امس واليوم والغد"، "من الالف الى الياء"،... هنا يتحدث حبيب عن بداية عمله في التلفزيون وابتعاده عن عمله الاصلي في مجال السياحة، وعن الملفات السرية للثورة المصرية التي اصدرها في مجموعة افلام تحوي اعترافات 130 شخصية مدعمة بأفلام تسجيلية. ما علاقة السياحة بالاعلام؟ - بدأت أعمل في مجال الاعلام قبل عملي في السياحة وتحديداً منذ كنت طالباً إذ كان لي زملاء من ابناء كبار الكتاب والصحافيين والمشاهير في مصر. والذي سهل لي عملي في الصحافة هو الكاتب الكبير الراحل علي امين، وبسبب حبي للقلم وتعلّقي به استمررت في التدرّب اثناء دراستي في كلية الحقوق التي التحقت بها بناءً على رغبة والدي. وبعد التخرج عملت محامياً في البنك الاهلي المصري ولم احقق ذاتي، فاقترح عليّ احد الاصدقاء العمل في مجال السياحة لانه كان يعرف انني احب السفر والترحال، من هنا بدأت رحلتي مع السياحة، ونتيجة ارتباطي الشديد جداً بكابتن مصر المايسترو صالح سليم اقترح عليّ أن اشاركه في اعداد برنامج كروي يقدمه. واعددت البرنامج وقدم تحت اسم "الكرة فن". وهكذا دخلت التلفزيون، وعندما شاهدني المنتج الكبير محمد سالم، وكان مخرجاً قديراً اقترح عليّ ان انتقل من وراء الكاميرا الى امامها لتوسمه فيّ المواصفات المطلوبة في مقدمي البرامج. لم اتردد، وهكذا اصبحت امام الكاميرا، وامسكت بالميكرفون كما امسكت بالورقة والقلم. احدى قريباتك كانت تعمل في الرئاسة، ويقال انها اتاحت لك فرصة لقاء الرئيس السادات والسيدة قرينته؟ - كان لي عظيم الشرف ان التقي الرئيس الراحل السادات مرة واحدة، لكني التقيت السيدة الفاضلة جيهان السادات ثلاث مرات وقدمتها في التلفزيون المصري، في عز مجدها من خلال برنامجي الاول باسم "اوتوغراف". وكانت تتحدث بصراحة وبساطة شديدتين، وجاء على لسانها اسرار كثيرة عن حياتها الخاصة مع الرئيس السادات. ثم التقيتها مرة اخرى في برنامج اسمه "فلاش" تكلمت فيه عن ذكريات مرتبطة بصور فوتوغرافية. وشاهد البرنامج عدد ضخم من المشاهدين. لعل السيدة جيهان السادات بذلك وبشكل غير مباشر سهلت لي انتشاري وشهرتي، ولكن ليس بالشكل الذي يشاع،. ما سر هجرك التلفزيون المصري على رغم نجاح برامجك وشهرتك؟ - هذا السؤال يُطرح على المسؤولين عن التلفزيون إذ توعكت صحتي في عز شهرتي مما اضطرني لعمل برنامج واحد كل سنة في رمضان من نوعية برامج خفيفة عبارة عن مسابقات ومعلومات عامة ليس إلا. وتوقفت بعدذاك عن هذه النوعية عندما بدأ الغير يقلدني وعدت مرة اخرى ببرنامج "من الألف الى الياء" وكانت اولى حلقاته مع فضيلة الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله. واحدثت الحلقة ضجة، وبدأ الاعلام يكثف نقده لفضيلة الشيخ. وتوقف البرنامج مدّة عام. واعتبرت هذه محاولة لابعادي عن الاضواء والتلفزيون. فاتجهت الى القنوات العربية، ثم انني لست موظفاً في التلفزيون المصري. وانا مستعد للعودة إليه واعمل مجاناً بشرطين، الاول، ان اتلقى التقدير الادبي الذي اعتقد انني، بكل صراحة وتواضع استحقه، والثاني، ألا يقص الرقيب شيئاً مما اقدمه. متى بدأت العمل في "الملفات السرية للثورة"؟ - قبل سبع سنوات تقريباً بدأت العمل في تلك الموسوعة التاريخية، وبذلت فيها من الجهد والعرق الكثير، وهي تتناول الفترة من الملك فاروق عام 1937، عندما تولى الحكم في مصر بعد رفع الوصاية عنه، وتحوي اعترافات 130 شخصية شاهدة على الاحداث، الى جانب تدعيمها بأفلام تسجيلية نادرة في 16 شريط فيديو. لماذا اقدمت على هذا العمل مع انك لست مؤرخاً أو سياسياً؟ - لست مؤرخاً ولم ادخل مجال السياسة وقد بدأت الحلقات بقولي "إنه لو كان هذا العمل قُدم في عهود سابقة سواء في عهد الملك او عبدالناصر او السادات، ربما لم يكن خرج الى النور لكنه ظهر في عهد ننعم فيه بالحرية والديموقراطية، ومنها حرية الكلمة، وهذا هو المناخ المناسب". دفعني لذلك ان ابنتي وصديقاتها وشباب مصر لا يعرفون شيئاً عن تاريخنا، فقد سمعوا فقط عن الملك فاروق، ولم يسمعوا عن الرئيس محمد نجيب رئيس الجمهورية الاول لان كتب التاريخ - بحسب معلوماتي - كانت تمحو هذه المعلومة عن الرئيس نجيب. ثم ان معلوماتهم ضئيلة جداً عن الرئيس عبدالناصر. ولعلهم يذكرون القليل جداً عن الرئيس السادات ايضاً، وهذا العمل يتيح الفرصة للاجيال المتعاقبة ان تعرف ما حدث في مصر خلال نصف القرن الماضي. كيف حصلت على المصادر التي دعمت بها عملك تلفزيونياً؟ - الشرائط تحوي افلاماً تسجيلية نادرة حصلت عليها من مصادر عدة بعضها من جريدة "مصر الناطقة" التي كانت تعرض في دور السينما قبل الافلام. هذه الافلام استطعت ان اعيد تحميضها وطبعها ونقلها على الفيديو مدعمة بالتعليق لانها كانت في حال سيئة جداً. هل تعرضت الملفات لمقص الرقيب؟ - الكتاب الذي قدمته بالاسم نفسه قبل عامين لم يحذف منه حرف واحد، لانه لا توجد رقابة في مصر على الكتب. انا الذي حذفت منه اجزاء كبيرة لضيق الوقت والمساحة. اما الشرائط فكانت هناك تحفظات على عدد من التصريحات، وأنا كمصري حذفتها من دون ان تخل بموضوع العمل ككل، وتدخل الرقابة كان في حد بسيط جداً. ألم تمول عملك هذا شركات او جهات اجنبية او رجال اعمال؟ - اطلاقاً، لا توجد شركات او جهات اجنبية عرضت او ساهمت في ذلك، لانني ارفض المبدأ بشدة. ولكن للحقيقة، ساعدني عدد من رجال الاعمال المصريين الوطنيين مثل ابراهيم كامل ومصطفى البليدي، وصلاح دياب، ونجيب ساويرس، الى عدد آخر رفضوا ذكر اسمائهم. ما قصدك من هذا العمل؟ - لا شك انني قصدت استعادة شهرتي، ولكن من منطلق حبي لمصر، ورغبة مني في ان تعرض شهادات ضيوفي على المشاهدين، قبل ان يرحلوا عن الدنيا. فقد رحل 45 شخصاً ممن استضفتهم منهم المهندس سيد مرعي، ورشاد مهنا الوصي على عرش مصر، وآخرهم الفريق محمد فوزي. هل لديك جديد تنوي تقديمه؟ - برنامج سأقدمه مع الشخصيات التي قدمتها في برنامج "الملفات السرية للثورة المصرية" عن حياة الملك وثلاثة رؤساء هم: نجيب وعبدالناصر والسادات. وقد سألت ضيوفي عن كل من حكم مصر، واخترت له اسم "ملك وثلاثة رؤساء" وهو الآن في المونتاج في سبيل ظهوره الى النور.