على رغم ترحيب لبنان رسمياً بانسحاب اسرائيل من الجنوب وفقاً للقرار الدولي الرقم 425، واعتباره نصراً له وهزيمة لاسرائيل، يبدو أن ثمة تريثاً في اتخاذ موقف نهائي من مضمون الرسالة الاسرائيلية في هذا الشأن الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. فقد أعلن رئيس الحكومة سليم الحص، في تصريح أمس "إنها المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي تخرج اسرائيل من أرض عربية بالقوّة، لذا نقول إنّ هذا انتصار مبين للبنان ولمقاومته الباسلة ولشعبه الصامد الأبيّ. وهو هزيمة نكراء لإسرائيل. أما مضمون الرسالة الاسرائيلية فهو موضع دراسة وتشاور". وكان الحص أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية اميل لحود الموجود في دولة الامارات العربية المتحدة، عرضا فيه تطورات الوضع داخلياً وخارجياً. وفي ساحة النجمة، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري "اننا مع تنفيذ القرار 425 قلباً وقالباً وننتظر على أحر من الجمر لنحرر أرضنا، ولكن كل الأرض من دون استثناء وأولها وآخرها مزارع شبعا". وأضاف في لقاء مع الصحافيين المعتمدين في المجلس النيابي تعليقاً على اعلان اسرائيل الانسحاب "يجب أن نكون مع اليهودي مثل توما فالعبرة في التنفيذ". وقال إنه تبلغ بالفاكس قرار الانسحاب، مكرراً السؤال الذي طرحه في احتفال قانا الأحد الماضي عن مزارع شبعا من دون أن يأخذ جواباً عنه وقال "ان الهدف من الطرح الاسرائيلي في شأن ترسيم الحدود هو هذه المزارع التي تعتبر الأخصب بعد سهل البقاع، وفيها أهم أماكن سياحية للتزلج في الشرق الأوسط"، مؤكداً "أهميتها الاستراتيجية والسياحية والزراعية". واعتبر رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ان "موافقة اسرائيل على الانسحاب بموجب القرار 425 تحققت نتيجة صمود الشعب اللبناني والمقاومة، وهذا انتصار كبير للبنان ولسورية التي دعمت المقاومة". وأضاف، خلال استقباله مهندسين فائزين في انتخابات نقابة مهندسي بيروت، في حضور نقيب المهندسين سمير ضومط، ان "اسرائيل ستخرج مكسورة ومدحورة، لكن هذا الانسحاب لن ينهي الصراع، لأن السلام الشامل هو الذي يحل المشكلات القائمة ويضع لبنان على سكة جديدة". ورأى "ان العرب أظهروا استعدادهم للسلام وكذلك لبنان وسورية لكن اسرائيل لا تريد السلام". واعتبر "اننا في حاجة الى مزيد من التعاضد والصبر ونبذ الخلافات والوقوف صفاً واحداً لمواجهة الاستحقاقات المقبلة". وفي نبأ من نيويورك ان وفداً من اتحاد الأندية اللبنانية - البرازيلية في البرازيل برئاسة أمينه العام ايلي نصرالله زار مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة لويز فريشيت، في حضور الرئيس السابق أمين الجميل وممثلين عن مختلف الأحزاب والهيئات الاغترابية، وسلمها مذكرة تدعو "الى تحقيق سيادة لبنان كاملة وتطبيق قرارات الأممالمتحدة 425 و426 و520، وتعزيز قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، وإقرار حق لبنان في تقرير مصيره بعيداً من أي تدخل خارجي وإجراء انتخابات حرة بإشراف دولي، واحترام حقوق الانسان في لبنان، والمحافظة على الهوية اللبنانية لكل المغتربين، والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني ورفض التوطين الفلسطيني في لبنان". وأكد رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب محمد رعد "ان القرار الاسرائيلي الانسحاب، اعتراف رسمي بالهزيمة امام المقاومة وخصوصاً المقاومة الاسلامية، وإنجاز كبير للبنان واللبنانيين". ودعا الى "الانتظار لمعرفة النيات الحقيقية للعدو وما يخفيه حيال ترتيبات الانسحاب".