بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة - أ ف ب - اعلنت الحكومة الاسرائيلية امس استعدادها للانسحاب من "جزء صغير" من مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان، الا انها استبعدت تسليم المنطقة بكاملها الى الحكومة اللبنانية. واعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ايهود باراك "قال للرئيس الفرنسي جاك شيراك ان جزءاً صغيراً من مزارع شبعا الموجود في الاراضي اللبنانية بحسب خرائط الاممالمتحدة سيخلى". الا ان الوزارة نفت معلومات اوردتها الاذاعة الاسرائيلية مفادها ان باراك اطلع شيراك على استعداده للتنازل عن مزارع شبعا بالكامل حتى لا يعطي سورية او "حزب الله" حجة لمواصلة هجماتهما على اسرائيل بعد انسحابها. وعمد الجيش الاسرائيلي اول من امس الى تدمير موقع على سفح جبل حرمون بالقرب من مزارع شبعا بالمتفجرات. وكان موقع جبل الروس آخر موقع اسرائيلي في الاراضي اللبنانية، وفق ما افاد مصدر عسكري. وقالت وزارة الدفاع ان "مركز جبل الروس نسف بالمتفجرات وان الجيش ينوي الانسحاب من مركزين صغيرين آخرين". واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز للاذاعة الاسرائيلية ان بلاده "مستعدة لتعديل الحدود في محيط مزارع شبعا". وقال في اشارة الى التحقيق المحتمل للأمم المتحدة في هذا الصدد "اذا طلبوا منا القيام بتعديلات صغيرة في الحدود فسنفعل". وخلص الى "ان الحوار السياسي جارٍ مع الاممالمتحدة ومن المتوقع ان تبت مبدئياً هذه القضية خلال الايام القليلة المقبلة". وفي هذا الاطار، قال نجل مختار شبعا اكرم فرحات ان الاهالي فوجئوا ليلاً بدوي انفجار عنيف هز المنطقة بأسرها. واضاف "نظرنا من النوافذ فإذا بغيمة سوداء كثيفة تعلو سماء المنطقة من فوق المزارع المقابلة للبلدة، فرحنا نترقب نشرات الاخبار تباعاً، الى ان سمعنا نبأ التفجير"، وقال ان المنطقة التي كان اقيم عليها هذا الموقع "احتلت في العام 1967 وتبعد نحو كيلومترين عن شبعا، لكننا نراها بالعين المجردة. وهي مليئة بكروم العنب التابعة لأبناء البلدة، واراضي المزارع تبدأ من بعد نحو 500 متر وتمتد ارتفاعاً حتى قمة جبل الشيخ". واشار فرحات الى "ان ثمة مركزاً ضخماً يعلو الموقع الذي ثم تفجيره بنحو كيلومتر واحد، وهو ذو اهمية استراتيجية، هو الاساس في قمة الجبل واسمه المرصد، وهو عبارة عن ابراج ومحطات ارسال تشرف على الاراضي اللبنانية والفلسطينية، وان الطريق الذي يسلكه الاسرائيليون للوصول اليه يمر قرب الموقع الذي تم تفجيره. واذا قرروا الانسحاب من محيطه فإنهم سيعتمدون حتماً طريقاً من المقلب الآخر للوصول عبر اراضي الجولان السوري المحتل". ويخشى الاهالي بقاء المراكز المحصنة في اعلى قمة جبل الشيخ والتي تتحكم بالمنطقة وتشرف عليها مباشرة. ويقولون انهم يترقبون ما ستؤول اليه اوضاع المزارع في الساعات والايام المقبلة وما يلفتهم في هذا الامر ان ثمة تحركات غير طبيعية للآليات العسكرية في المنطقة.