باريس - "الحياة" - الفاتيكان - أ ف ب - دعا البابا يوحنا بولس الثاني أمس الى تجنب القيام بأي عمل من شأنه تهديد التعايش بين الطوائف في لبنان بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، في وقت ناشدت فرنسا سورية وإسرائيل ولبنان التصرف بمسؤولية. وقال البابا في رسالة وجهها الى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير "اذكر جميع المسؤولين بالواجب المهم القاضي باحترام حقوق الافراد والشعوب وتجنب اعمال قد تؤدي الى تهديد حياة الاشخاص والتعايش بين الطوائف". وعبر عن "تضامنه مع سكان جنوبلبنان "الذين يعتريهم القلق حيال مستقبلهم بسبب الوضع الناشىء في المنطقة خلال الأيام الأخيرة". وأضاف "نرجو من العلي القدير ان يتم تجنب مجازر جديدة في حق السكان المدنيين وان تحترم سيادة كل دولة لكي ينظر الجميع نحو المستقبل بأمل كبير". وقال رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان أمس ان بلاده مستعدة لتحمل مسؤولياتها في اطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اذا حصلت الأممالمتحدة على "التزامات ملموسة" من الأطراف، وعلى "الضمانات الأمنية الضرورية" لذلك. وأضاف رداً على سؤال وجهه اليه النائب جيرار بابت خلال جلسة برلمانية، "في حال تقررت اعادة نشر قوات الطوارئ، لن يكون ذلك الا لمدة قصيرة جداً وبهدف مساعدة الدولة اللبنانية على اعادة بسط سلطتها على المنطقة". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه ان وزير الخارجية هوبير فيدرين الذي التقى نظيرته الأميركية مادلين أولبرايت اعاد التذكير بالشروط المنطقية التي تطالب بها فرنسا، لتتمكن عندما يحين الوقت، من اتخاذ قرارها في شأن المشاركة في قوات الطوارئ. وأشارت الى ان اللقاء بين فيدرين وأولبرايت على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي في فلورنسا في ايطاليا "يعبر عن تعزيز التعاون الأميركي الفرنسي في شأن لبنان". وفي حديث إذاعي، طالب فيدرين الأممالمتحدة "بالتحقق من ان الانسحاب كامل ولا جدال عليه"، والدولة اللبنانية "ببسط سلطتها على المنطقة بما ينص عليه القرار الرقم 425". وأضاف ان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن "سيستطلع استعداد الاسرائيليين والسوريين واللبنانيين، بالنسبة الى المرحلة الجديدة، لتتخذ المنظمة الدولية قراراً بما ستفعله لاحقاً". وقرر ان بلاده "لا تعتزم رفع حجم قواتها في اطار قوات الطوارئ الدولية أياً تكن الظروف، وينبغي لاسرائيل وسورية ولبنان ان تعتمد تصرفاً مسؤولاً لادارة الوضع، وينبغي للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ان يعبروا عن تضامنهم مع الدول التي أبدت استعدادها للمشاركة في القوات الدولية". وأضاف: "في حال توافر هذه العناصر، فان الرئيس جاك شيراك والحكومة الفرنسية سيقدران امكان تعزيز قواتنا، ليتم لاحقاً العمل على تنظيم الأمور". واعتبر "ان الوضع إيجابي عموماً، خصوصاً ان الانسحاب مطلوب وتحقيقه يشكل تقدماً. وقد يكون عاملاً على سلام أوسع نطاقاً، وان جهود الجميع ينبغي ان تستمر في هذا الاتجاه، للتوصل الى اتفاق سلام".