تبارى المرشحان الجمهوري والديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية لإقناع الناخبين مؤيدي اسرائيل في الولاياتالمتحدة بحرص كل منهما على مصالح الدولة العبرية. وفاز نائب الرئيس آل غور بالنقاط تاركاً انطباعاً بأن يهود أميركا سيكونون إلى جانبه في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. اعلن آل غور أمام حشد من مؤيدي اسرائيل في مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية - الاسرائيلية برنامجه حيال اسرائيل وقضايا الشرق الأوسط. وكان منافسه الجمهوري جورج بوش الابن عرض سياسته في هذا المجال أول من أمس أمام حشد مماثل. نائب الرئيس قدم آراء مطابقة لبرنامج عمل "ايباك"، فبدا متبنياً تماماً لجهود اللوبي الاسرائيلي الواسع النفوذ في الكونغرس... لكنه تجنب نقطة واحدة هي موضوع نقل سفارة الولاياتالمتحدة الى القدس، بينما ركز بوش على هذا الموضوع. إلا أن مشاعر المؤتمرين كانت أكثر ميلاً الى آل غور نتيجة وقوفه لسنوات طويلة الى جانب اسرائيل، بينما بدا بوش كأنه يحاول استمالة اليهود في الانتخابات ليس أكثر. دخل آل غور القاعة وسط تصفيق عارم، وهو يعانق اعضاء لجنة "ايباك" وهم من أصدقائه القريبين كما اعلن. وصرح غور أنه كان دائماً الى جانب سياسة "تسهيل السلام وليس فرضه". ودان أعمال العنف الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، مطالباً السلطة الوطنية والرئيس ياسر عرفات بالعمل على وقفها. وقال: "يتم التوصل الى السلام على طاولة المفاوضات وليس من خلال الانتفاضات وأعمال العنف في الشوارع. والمفاوضات ليست شارع سير في خط واحد. على الفلسطينيين ان يدركوا أنهم لن يحصلوا على كل ما يريدون". وتناول في كلمته المسار السوري، فعبر عن "خيبة أمل" الادارة لرفض سورية مقترحات "حسن النية" التي عرضها الرئيس بيل كلينتون على الرئيس الأسد في قمة جنيف. وقال: "في حين تنسحب اسرائيل من لبنان تطبيقاً للقرار 425، فإن الرئيس الأسد يستطيع أن يجعل الانسحاب يحصل من دون احداث كعربون للسلام في المستقبل. وإذا واصل السماح لحزب الله بمضايقة القوات الاسرائيلية أثناء انسحابها أو بعده، فإنه يشير بذلك الى أنه ليس مهتماً بتحقيق تقدم" في عملية السلام. وأوضح آل غور ان سورية "يمكنها ألا تسعى الى السلام الآن. انه خيار سورية"، لكنه حذرها من أنها لا تملك الحق في مواصلة المواجهة وحرمان الآخرين من السلام. "وإذا لم يحل السلام في هذه المنطقة شمال اسرائيل فإن الرئيس الأسد يتحمل مسؤولية ثقيلة أمام العالم أجمع". وأكد ان ادارته - إذا انتخب رئيساً - ستسعى الى اطاحة الرئيس صدام حسين. وقال: "لا أشك لحظة في أن صدام حسين لا يسعى الى اقتناء أسلحة دمار شامل. وكما تعرفون، وأنا أعرف، لن يكون هناك سلام شامل لشعب إسرائيل وشعوب المنطقة، إذا بقي صدام حسين في الحكم. إن سياستنا واضحة حيال ضرورة رحيل صدام حسين". وكشف أنه وجه دعوة إلى المعارضة العراقية للاجتماع به في واشنطن، وحضها على تكثيف "الجهود والتضامن" للعمل على إطاحة الرئيس العراقي. وانتقد إيران لسعيها إلى اقتناء أسلحة الدمار الشامل ومحاكمة اليهود الإيرانيين، واصفاً المحاكمة بأنها "استعراضية"، وانها محاولة يقودها المتشددون لوقف عملية الاصلاح هناك. وقال إن الولاياتالمتحدة "ستحكم على إيران من خلال أعمالها وليس من خلال التصريحات". آُأما المرشح الجمهوري بوش، فكرر موقفه السابق حيال مستقبل سفارة بلاده في إسرائيل. وأكد أنه سيبدأ "تنفيذ معاملات نقل سفير الولاياتالمتحدة إلى المدينة التي اختارتها إسرائيل" عاصمة لها، فور انتخابه رئيساً. وانتقد إدارة الرئيس كلينتون لتدخلها في الشؤون الداخلية للدولة العبرية في الانتخابات الأخيرة، مشيراً إلى تأييدها طرفاً معيناً في هذه الانتخابات، وهو يقصد ايهود باراك. وقال: "على أميركا ألا تتدخل في العملية الديموقراطية في إسرائيل. إن أميركا لن تتدخل في انتخابات إسرائيل حين أكون رئيساً". وبدا واضحاً ان بوش يحاول شق صفوف اليهود الداعمين آل غور، بمحاولته استمالة المتطرفين اليهود، خصوصاً المؤيدين لتكتل ليكود. وأكد بوش في خطابه أمام "ايباك" أول من أمس ان دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل "يجب ألا يكون مشروطاً بنتائج عملية السلام". ووزع المجلس الديموقراطي الوطني اليهودي بياناً في المؤتمر، هاجم فيه بوش، وتوقع ان يقترع اليهود على نحو واسع إلى جانب آل غور. وانتقد مواقف بوش من قضايا أميركية داخلية منها تأييده عدم فصل الكنيسة عن الدولة والإصرار على إقامة صلوات مسيحية في المدارس العامة وتدريس نظريات الخلق في المناهج الدراسية. وانتقد المجلس أيضاً المرشح الجمهوري لمطالبته ببقاء بات بوكانان في الحزب الجمهوري الذي يعتبر من أكثر المنتقدين لإسرائيل، وهو ما زال مرشحاً رئيسياً ولكن عن حزب الاصلاح.