بدا ان المقولة التي يرددها البعض عن ان الدعم المطلق لاسرائيل كافٍ لكسب الانتخابات الرئاسية في اميركا، سقطت، بسقوط نائب الرئيس الاميركي آل غور في المناظرة التلفزيونية الثانية مع خصمه الجمهوري جورج بوش. راجع ص7 وعلى رغم تأكيد آل غور انحيازه الكامل لاسرائيل وقوله بوضوح انه سيكون الرئيس الأكثر تأييداً لها، بدا الرأي العام الاميركي اكثر ميلاً الى "رئيس ديبلوماسي يتمتع بقدرات قيادية عالية" وهي المواصفات التي ظهرت في بوش. وشكلت استطلاعات الرأي العام نكسة كبيرة لآل غور لأن المناظرة تركزت على "السياسة الخارجية والقدرات القيادية" وهما موضوعان كان نائب الرئيس يأمل في الاعتماد على خبرته الطويلة للفوز بهما. وكان للشرق الأوسط حضور بارز في المناظرة الثانية، وعلى رغم توافق المرشحين على ضرورة "وقف العنف" في المنطقة، كان غور اكثر تشدداً مع الاطراف العربية بقوله: "يجب ان ندعو سورية الى إطلاق سراح الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين تم أسرهم، ونصرّ على أن يقوم الرئيس ياسر عرفات بإعطاء التعليمات بوقف اعمال الاستفزاز التي تجري هناك". وأكد غور ان "على اسرائيل أن تكون مطمئنة في المطلق الى ان روابطنا معها أوسع من خلاف أو اتفاق على تفاصيل مبادرات ديبلوماسية، انها روابط تاريخية، قوية ومنيعة". وكان بوش أكثر ديبلوماسية في الرد على السؤال، اذ اكتفى بالطلب من الرئيس الفلسطيني دعوة شعبه الى التراجع من أجل صنع السلام. وبدا بوش اكثر ادراكاً ل"صدقية" السياسة الاميركية في الخارج ودور واشنطن كوسيط نزيه، وقال إن "السلام يجب أن يكون مقبولاً من الطرفين ليكون دائماً، لذا فإن عبارة وسيط نزيه لها معنى". ولدى انتقال الحديث عن العراق اصبحت لهجة غور اكثر حدة وعدوانية، فيما شدد بوش على ضرورة تعزيز العلاقات مع اصدقاء الولاياتالمتحدة ملاحظاً "ان الحلف ضد صدام حسين سقط أو بدأ يتفكك، مع خرق الحصار". وشدد على أميركا "قوية ومتواضعة" لا أميركا "قوية ومتعجرفة".