دمشق - سمر أزمشلي - أعلنت "الأسر السورية" الاستنفار العام و"حظر التجول" لمناسبة اقتراب الامتحانات النهائية لأبنائها، حيث يتجه أكثر من أربعة ملايين طالب يشكلون 38 في المئة من السكان الى الامتحان ابتداء من 21 الشهر الجاري. والاستنفار هذا يبلغ اقصاه في بداية الشهر المقبل حزيران/ يونيو مع امتحانات الشهادتين الاعدادية والثانوية حيث تتسع دائرة الممنوعات بالنسبة الى الطلاب وأسرهم لتشمل الزيارات واستقبال الضيوف والحديث على الهاتف ومشاهدة التلفزيون والاستماع الى المذياع. ويصبح الهدوء مطلوباً وأساسياً لأنه أحد مقومات اجتياز الامتحان والحصول على علامات تؤهل طالب الاعدادية الدخول الى "المدرسة الثانوية العامة"، إذ تشترط وزارة التربية أكثر من 200 علامة من أصل 290 للدخول، وإلا يتجه للتعليم الصناعي والتجاري والفندقي والمهني أو التعليم النسوي للفتيات. وفي الشهادة العامة البكالوريا فإن العلامات تؤهل الطالب لدخول الجامعات التي "حلّقت" معدلاتها في السنوات الأخيرة حتى وصلت درجة القبول في كلية الطب نحو 223 درجة من أصل 240 والهندسة 220 درجة، علماً أن معدلات القبول في الجامعات ترتفع بمعدل 4 الى 8 درجات سنوياً. ويبرز هنا دور "الدروس الخصوصية" التي بدأت تشكل في السنوات الأخيرة عبئاً إضافياً على الأسر، حيث يرى الكثيرون "انها الطريق الوحيدة للحصول على علامات أفضل" ويصفها بعضهم بأنها "شر لا بد منه". ويتحمل مشكلة الدروس الخصوصية المعلم من جهة والأسرة من جهة أخرى، حيث الأول لم يعد يقدم كل ما عنده خلال الدرس العادي طمعاً في دخل اضافي يساعد راتبه الضئيل، والأسرة التي بدأت تتكل على الدروس الخصوصية التي أصبحت موضة ومرضاً اجتماعياً يطاول فئة الميسورين من الأسر.