واشنطن - ا ف ب - يثير انفتاح السوق الصينية، وهي الاكبر في العالم وتضم 3،1 بليون مستهلك وقدرة هائلة على النمو، مخيلات الصناعيين واحلامهم. وقال توماس دونهيو رئيس غرفة التجارة الاميركية: "اجروا الحسابات"، ملخصاً الوضع عشية تصويت حاسم في الكونغرس في شأن تطبيع دائم للعلاقات التجارية الصينية - الاميركية. واضاف هذا المسؤول: "يبلغ عدد سكان الصين نحو 3،1 بليون نسمة اي ما يعادل 20 في المئة من اجمالي سكان العالم في حين لا ينتج الاقتصاد المحلي سوى ثلاثة في المئة من السلع والخدمات ولا تتوافر في هذا البلد سوى سبعة في المئة من الاراضي القابلة للزراعة في العالم". واصبحت الصين في غضون عقد من الزمن رابع شريك تجاري للولايات المتحدة مع مبادلات تجارية زادت قيمتها على 95 بليون دولار عام 1999. بيد ان الميزان التجاري يميل لصالح الصين، كما يظهر العجز الذي سجلته الولاياتالمتحدة مع هذا البلد العام الماضي والبالغ 9،56 بليون دولار. وتشمل الصادرات الصينية خصوصاً الملابس والالعاب في حين صدرت الولاياتالمتحدة الى هذا البلد طائرات مدنية وتوريدات صناعية على وجه الخصوص. وجاء في دراسة اعدها الكونغرس ان حجم الاقتصاد الصيني، الذي يقدر حالياً بنحو 960 بليون دولار، أي اقل بعشر مرات من اقتصاد الولاياتالمتحدة، والذي سجل نسبة نمو سنوية قدرها 11 في المئة بين 1990 و1997، "سيتضاعف كل سبع سنوات، الامر الذي يشكل منافذ ضخمة للمصدرين الاميركيين". ومن المتوقع ان تزيد قيمة الصادرات الاميركية الى الصين، التي ترتبط بها 200 الف وظيفة في الولاياتالمتحدة، بنحو 13 بليون دولار سنوياً بحلول سنة 2005 بعد انضمام بكين الى منظمة التجارة الدولية. وسيؤدي هذا الارتفاع الكبير الى تخفيض نسبته اكثر من 50 في المئة في التعرفة الجمركية على المنتجات الصناعية والزراعية وازالة حواجز ضريبية اخرى، فضلا عن تحرير الخدمات المالية بموجب اتفاق ثنائي موقع في 1999. لكن هذه الاحتمالات رهن بعملية تصويت مقررة الاربعاء في الكونغرس الاميركي وتشمل وثيقة تقضي بتطبيع العلاقات التجارية مع بكين بشكل دائم. وجند الرئيس الاميركي بيل كلينتون المدعوم من اوساط الاعمال والنواب الجمهوريين والديموقراطيين من الوسط، ادارته في محاولة لاقناع عشرات من نواب حزبه لا يزالون مترددين. وتبدو الامكانات مغرية على المدى الطويل في كل القطاعات الاقتصادية مع افضلية اكيدة للزراعة وصناعات الطيران والتكنولوجيا المتطورة. وتتوقع اوساط الصناعات الالكترونية الاميركية ان الطلب الصيني على تجهيزات الاتصالات واجهزة الكومبيوتر سيزيد بنسبة 20 الى 40 في المئة على 15 سنة. وبحلول السنة 2003 ستمتلك الصين ثالث اكبر عدد من اجهزة الكومبيوتر الصغيرة في العالم، اذ ينوي مليون صيني شراء اجهزة كهذه خلال السنتين المقبلتين وفق دراسة اعدتها "انترناشونال ديتا". وفي مجال الزراعة تأمل الولاياتالمتحدة بزيادة قيمة صادراتها بنحو بليوني دولار في غضون خمس سنوات. وعلى صعيد صناعات الطيران تتوقع شركة "بوينغ" طلباً يشمل 1600 طائرة تجارية في الصين في السنوات العشرين المقبلة تقدر قيمتها بنحو 120 بليون دولار، ما يجعل هذا البلد ثاني اكبر سوق في هذا المجال بعد الولاياتالمتحدة.