هب رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو للدفاع عن بلاده في مواجهة ضغوط أميركية تهدف لحمل بكين على إعادة تقييم العملة الصينية بينما يهدد مشرعون أميركيون بمعاقبة الصين لإبقائها على عملتها عند مستويات متدنية بشكل متعمد. وقال ون الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك اليوم الخميس خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام رجال أعمال اميركيين إن سعر صرف اليوان ليس له علاقة بالعجز التجاري الأميركي ولا يجب أن يجري تسييسه. وأضاف أن ارتفاع قيمة العملة الصينية بنسبة 20 في المئة إذا حدث كما يطالب المشرعون الأميركيون فسوف يؤدى الى افلاسات على نطاق واسع في قطاع التصدير الصيني الذي تعمل فيه الشركات بهوامش ارباح ضئيلة. وتابع "الظروف اللازمة لارتفاع كبير في قيمة اليوان غير متوفرة." مشيرا إلى أن رفع قيمة العملة الصينية الذي يطالب به مشرعون اميركيون لن يؤدي الى عودة الوظائف الى الولاياتالمتحدة لان الشركات الاميركية لم تعد تصنع المنتجات الكثيفة الاستخدام للايدي العاملة. وحددت لجنة بمجلس النواب الأميركي غدا الجمعة موعدا للاقتراع على مشروع قانون يتعلق بالعملة الصينية وقال مسؤول بالحزب الديمقراطي إن من المتوقع أن يصوت المجلس بأكمله لصالح ذلك الإجراء الأسبوع المقبل. ويقول منتقدون داخل الكونغرس الأميركي وخارجه إن الصين تخفض قيمة عملتها بشكل متعمد بنحو 25 إلى 40 بالمئة لمنح الشركات الصينية ميزة تجارية غير عادلة الأمر الذي يضر بالصادرات الأميركية وفرص العمل. وقال الرئيس الأميركي يوم الاثنين إن الصين لم تبذل جهدا كافيا لرفع قيمة اليوان الأمر الذي يبقي على موقف واشنطن الصارم بشأن السياسة الصينية في ظل عزم مشرعين أميركيين إصدار تشريع لمعاقبة بكين. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في بيان "حان الوقت لكي يمرر الكونغرس تشريعا من شأنه أن يمنح الإدارة (الأميركية) اليد العليا في المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الحكومة الصينية. "إذا سمحت الصين لعملتها بالاستجابة لقوى السوق فسيؤدي ذلك إلى خلق ملايين الوظائف في قطاع الصناعات التحويلية الأميركية وخفض العجز التجاري مع الصين بواقع 100 مليار دولار سنويا دون أن تتحمل الخزانة الأميركية أي تكلفة." وقال رئيس الوزراء الصيني في كلمته التي ألقاها في نيويورك "إنني على يقين تام بان كل الخلافات والتوترات في التجارة بين الصين والولاياتالمتحدة في الوقت الحالي يمكن حلها." وأضاف أن الصين ترغب في "قوة واستقرار الولاياتالمتحدة تماما كما تحتاج الولاياتالمتحدة إلى قوة واستقرار الصين." وتابع "السبب الرئيسي للعجز التجاري الاميركي مع الصين ليس هو سعر صرف اليوان انما هو هيكل التجارة والاستثمار بين البلدين." وحث مشروعون أميركيون على معالجة هذا الأمر لسنوات إلا أنه يبدو أن الأمور بدأت تسير بقوة وأنها تحظى بدعم قوي قبل ستة أسابيع من انتخابات الكونغرس الأميركي والذي يأتي ارتفاع معدل البطالة على رأس القضايا التي يواجهها. كان البنك المركزي الصيني قال في يونيو حزيران إنه سيخف ربط اليوان بالدولار وسيسمح لسعر اليوان بالتحرك بحرية أكبر. ويجعل ذلك اليوان هدفا سهلا أمام رجال السياسة الاميركيين الذين يسعون إلى معالجة ارتفاع معدل البطالة في عام الانتخابات. ومن شان التشريع المقترح والذي سيثير غضب بكين أن يتعامل مع انخفاض قيمة العملة الصينية على أنه نوع من دعم للصادرات وأن يسمح لوزارة التجارة بفرض رسوم مضادة لتعويض انخفاض قيمة العملة. وسيتعين على الشركات الأميركية التي ستتقدم للحصول على تلك الرسوم أن تظهر مدى تضررها من ممارسات أسعار الصرف الصينية. وحث باراك أوباما ومن قبله الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الصين على التحرك نحو سعر للصرف يرتب بصورة أكبر بوضع السوق. إلا أن النتائج لم تأت سريعا بالدرجة الكافية للمشرعين الأميركيين الذين يلقون باللوم في فقدان الوظائف بقطاع الصناعات التحويلية على ارتفاع العجز التجاري الأميركي مع الصين.