اعترف ثلاثة من اليهود الإيرانيين المتهمين بالتعامل مع إسرائيل في أعمال ضد الأمن القومي الإيراني، بالتجسس لمصلحة الدولة العبرية. وأكد اسماعيل ناصري الناطق باسم هيئة الدفاع عن هؤلاء أن الثلاثة أقروا أمامه بالتهم الموجهة إليهم. على صعيد آخر، أصابت ثلاث قذائف "هاون" أُطلقت مساء امس في طهران، مجمعاً ثقافياً ورياضياً على مقربة من ميدان "ونك" في شمال العاصمة. واكد التلفزيون الايراني هذا الخبر فيما قال بعض سكان المنطقة المستهدفة انهم سمعوا دوي انفجار ثماني قذائف "هاون" ويحتمل ان تكون منظمة "مجاهدي خلق" وراء هذا الهجوم. وكانت المحكمة عقدت أمس جلسة ثانية تابعت فيها النظر في هذه القضية. وبدا القلق على وجوه المتهمين بعدما أعلنت السلطات الإيرانية أنها تملك أدلة دامغة تثبت تورط عدد منهم في التجسس لمصلحة إسرائيل. وأفاد "الحياة" مصدر مطلع على ملف المتهمين، أن بعضهم كان مكلفاً جمع معلومات عن المفاعل النووي الإيراني في مدينة بوشهر جنوب البلاد، وعن التعاون بين طهران وكل من موسكو وبكين في مجال التسلح. وتقرر أن تعقد الجلسة المقبلة غداً الأربعاء بعدما أبدت المحكمة التي تنظر في القضية بسرية تامة، تسريع القضاء فيها بعقد جلستين اسبوعياً. وأبدت ممثلة المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في إيران آلهه شريف بور ارتياحها إلى طبيعة سير المحاكمة، بعدما عقدت لقاء مع رئيس القضاء في محافظة فارس جنوب البلاد حسين علي أميري الذي أكد بدوره "عدالة المحكمة". وعبر ممثلو الطائفة اليهودية عن أملهم ببراءة المتهمين. ورفض منوجهر الياسي النائب اليهودي في البرلمان محاولات تسييس القضية. فيما نفى النائب اليهودي المنتخب للبرلمان الجديد موريس معتمد "إشاعات عن هجرة بعض اليهود من إيران إلى الخارج". ورأى رئيس الرابطة اليهودية هارون ياشياعي "أن المتهمين لم يعتقلوا بسبب انتماءاتهم الدينية". ومعروف أن المحكمة لم تشمل حتى الآن ثمانية متهمين مسلمين في القضية نفسها. وكانت الجلسة الأولى عقدت في 13 من الشهر الفائت، وأرجأت النظر في القضية بناء على طلب محامي الدفاع "احتراماً لعيد الفصح اليهودي". وأبدت السلطات الإيرانية حرصاً على توجيه رسائل إلى الخارج بعدم التدخل في المحاكمة، وهذا ما برز في نشر رسالة لرئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا الذي ناشد الأوساط الدولية عدم التدخل لئلا يعتبر الأمر تدخلاً في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية. وكان الزعيم الأفريقي زار طهران العام الماضي وأثار قضية اليهود المتهمين. وقد أعرب في رسالته الأخيرة عن اعتقاده بأن المحاكمة ستكون عادلة. وتأتي هذه المحاكمة في ظروف بالغة الدقة والحساسية بفعل التجاذب بين المحافظين والإصلاحيين. واتهمت أوساط متشددة التيار الإصلاحي ب "التخطيط للقيام بانقلاب صامت على النظام الإسلامي. وقالت هذه ل"الحياة" أن "أصحاب نظرية الإنقلاب الصامت كانوا يعملون على تغيير تركيبة النظام السياسي وتجريده من كل صفاته الثورية، ومحو الثورة الإسلامية وإلغاء نظام ولاية الفقيه. وضعوا استراتيجية لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية". وردت على طروحات الإصلاحيين القائلة بوجود "مافيات متعددة" وخلية أزمة، ورأت أن الهدف من ذلك "إثارة التشويش في أذهان الناس". ويطالب المحافظون الرئيس محمد خاتمي بالعمل على حل المشاكل الاقتصادية، ويأخذون عليه اعطاءه الأولوية للتنمية السياسية. وكان القضاء أوقف 16 مطبوعة "إصلاحية" ما بين صحيفة يومية وأسبوعية بتهمة "التحول إلى قواعد للأعداء"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة.