تسلّم الصحافي التونسي المضرب عن الطعام توفيق بن بريك امس جواز سفره من محاميه شوقي الطبيب في خطوة ترمي الى تسوية قضيته. وقال الطبيب في تصريح الى "الحياة" انه تسلّم الجواز صالح للسنة 2005 امس من السلطات الامنية وسلّمه الى بن بريك في بيته. وعبّر عن تفاؤله بتحقيق مزيد من الانفراج في الساعات المقبلة خصوصاً، لدى مثول شقيق بن بريك جلال الزغلامي امام قاضي الدرجة الاولى في محكمة العاصمة التونسية صباح اليوم، للاستماع الى قرار المحكمة في شأن التهمتين الموجهتين اليه: "الاعتداء على موظف اثناء قيامه بعمله" و"القيام بتظاهرة في الطريق العمومي" في اشارة الى عراك بين عناصر من الامن وشقيق بن بريك الذي كان يرافقه ناشطون في مجال حقوق الانسان اعتقلوا معه ثم اطلقوا في اليوم التالي. ولم يفرج عن الزغلامي لدى مثوله امام القضاء الجمعة الماضي على رغم ان الدفاع المؤلف من 26 محامياً طلب بإلحاح اخلاء سبيله موقتاً. لكن المحامي شوقي الطبيب قال ل"الحياة" انه سيقدم طلباً جديداً اليوم للافراج عن الزغلامي علماً ان استجابة الطلب ستعني الغاء السبب الذي عاود من اجله الصحافي بن بريك الاضراب عن الطعام الاربعاء الماضي، احتجاجاً على اعتقال شقيقه. واعلن امس، قبل تسلّم بن بريك جوازه، ان افراد اسرته التحقوا به لتنفيذ اضراب عن الطعام من اجل اطلاق ابنهم جلال، ولا يُعرف هل ستؤدي مبادرة السلطات الى تسليم جواز لبن بريك الى تراجع الاسرة عن الاضراب. كذلك لا يعرف هل سيغادر صاحب الجواز تونس الى فرنسا حيث اعلنت وزارة الخارجية انها مستعدة لمنحه اللجوء السياسي. ونقلت وكالة "فرانس برس" امس ان الاطباء الستة الذين يتابعون وضع بن بريك منذ اعلانه الاضراب عن الطعام في الثالث من نيسان ابريل طالبوا امس بنقله الى المستشفى في شكل عاجل بسبب "التدهور السريع لحاله الصحية". في غضون ذلك، لوحظ ان حدة الحملة التونسية على فرنسا تراجعت تدريجياً منذ الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس زين العابدين بن علي بالرئيس جاك شيراك، وركز على آفاق تطوير العلاقات الثنائية. وشدد اعضاء في المكتب السياسي ل"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم على نفي اي عداء لفرنسا لدى السلطات التونسية واوضحوا كلمات القوها خلال اجتماعات مع اعضاء الحزب في المحافظات ان الموقف التونسي يركز على الرد على "المغالطات المنشورة في بعض وسائل الاعلام الفرنسية من دون ان ينعكس ذلك سلباً على العلاقات الجيدة بين الحكومتين". ولوحظ ان بن علي الذي شن حملة عنيفة على الاعلام الفرنسي في خطاب القاه الاسبوع الماضي لم يتطرق في خطابه السنوي لمناسبة عيد العمال الى المعركة الاعلامية مع فرنسا. واعلن زيادات في الرواتب للعمال في القطاعين الصناعي والزراعي. الا انه اوضح ان نسبتها ستحدد في "مشاورات" بين الحكومة والاتحاد العام للعمال. كذلك اعلن سحب الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها العمال التونسيون مقارنة بالعمال الاجانب المقيمين في البلد في شكل قانوني "على اساس المعاملة بالمثل". من جهة اخرى بدأ وزير الخارجية السويسري جوزف ديس زيارة لتونس امس تلبية لدعوة من نظيره حبيب بن يحيى هي الاولى منذ عشر سنين، وجاءت في اطار المساعي التي تبذلها الحكومتان لتنشيط العلاقات بعد برود استمر منذ اواسط التسعينات على خلفية تباعد المواقف في شأن حقوق الانسان. وكانت تونس عيّنت أخيراً السفيرة سيدة الشتيوي مديرة ادارة اوروبا في الخارجية سفيرة في بيرن، بعدما بقي التمثيل الديبلوماسي التونسي على مستوى قائم بالاعمال منذ سنوات. وفي لندن، اعلنت حركة "النهضة" ان عدداً من مسؤوليها وعناصرها بدأوا ظهر امس اضراباً عن الطعام للتضامن مع الصحافي بن بريك والمطالبة ب"اطلاق السجناء السياسيين" في تونس. واورد بيان للحركة اسماء عدد من "السجناء السياسيين" في البلاد.