علمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي غربي أن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً من المقربين من رئيس الحكومة ايهود باراك، أبلغ إحدى السفارات الأوروبية في تل أبيب أول من أمس أن بلاده ستنسحب من مزارع شبعا في حال أقرت الأممالمتحدة أنها جزء من الأراضي اللبنانية. وقال المصدر إن هذا الموقف هو الأول يصدر عن مسؤول إسرائيلي عن احتمال انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا. الى ذلك علمت "الحياة" من مصدر مطلع أن مسؤولين كباراً في وزارة الخارجية الفرنسية سيجتمعون في واشنطن مع نظرائهم في الخارجية الأميركية في 24 أيار مايو الجاري للبحث في موضوع جنوبلبنان والانسحاب الإسرائيلي المرتقب. وتوقع أن يشارك مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفير ايف - اوبان دولا ميسوزيير ومدير دائرة الأممالمتحدة السفير جان فيليكس باغانون في هذه المحادثات التي قد ينضم إليها مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية. وكانت عقدت أمس في الأممالمتحدة اجتماعات بريطانية - أميركية للتشاور في شأن لبنان. وقال المصدر إن إسرائيل تضغط الآن على فرنسا لاستقبال عدد من المسؤولين في "جيش لبنانالجنوبي" بعد الانسحاب، لكن باريس أوضحت أنها لن توافق على ذلك وأن مسؤوليتهم تقع على عاتق تل أبيب. وأبلغ مصدر فرنسي مطلع "الحياة" أن ما من عنصر من "الجنوبي" طلب اللجوء السياسي الى فرنسا، في حين وصل قائده أنطوان لحد الى باريس لزيارة عائلته. وعلمت "الحياة" أن الإدارة الأميركية وفرنسا وبريطانيا تحث إسرائيل على سحب "الجنوبي" وتجريده من السلاح لكي يكون انسحابها مطابقاً للقرار الدولي الرقم 425، وأن واشنطن تدرك أنه من الضروري أن تستعيد إسرائيل 73 دبابة من "الجنوبي" وأن بقاء السلاح الثقيل والخفيف معه سيعطي "حزب الله" مبرراً لإبقاء مواقعه في المنطقة والاستمرار في المقاومة. وأكدت المصادر أن إسرائيل لم تعط بعد إجابة واضحة عما تنوي القيام به بالنسبة الى "الجنوبي". وأشارت الى أن الإدارة الأميركية مستعدة لاستجابة رغبة فرنسا في الحصول على دعم في حال قررت تعزيز وجودها في قوات الطوارئ الدولية. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أكد لنظيرته الأميركية مادلين أولبرايت أن بلاده تتريث في اتخاذ قرار لتعزيز هذا الوجود، في انتظار حصولها على ضمانات واضحة من سورية عن عدم تعرض قواتها لأي تهديد. وطلبت فرنسا من الولاياتالمتحدة وغيرها من دول مجلس الأمن أن تتحمل المسؤولية معها في شكل أو آخر في قوات الطوارئ. وعلمت "الحياة" من مصادر غربية أن الولاياتالمتحدة، تبحث في ما تحتاج إليه فرنسا من دعم لوجستي لمشاركتها في القوات الدولية، وأنها لن ترسل قوات الى لبنان، لكنها مستعدة لتقديم معدات عسكرية ومعدات مراقبة. إلا أن فرنسا طلبت أيضاً من الإدارة الأميركية دعماً سياسياً والمشاركة في المسؤولية، في حال اتخاذها قرار إرسال المزيد من القوات الى جنوبلبنان. وقالت المصادر إن الأممالمتحدة تطالب بزيادة عدد القوات الدولية الى أكثر من 10 آلاف جندي، وأنها أبلغت المسؤولين الفرنسيين أن رفض فرنسا المشاركة في هذه القوة، سيصعب على الأممالمتحدة إقناع الدول الأخرى بذلك. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية إن الإدارة الأميركية وبريطانيا تريان أن الديبلوماسية الفرنسية تواجه ضغوطاً من القطاع العسكري ووزارة الدفاع التي لا تحبذ المشاركة في القوات الدولية، إلا في ظل ضمانات أمنية واضحة من سورية، نظراً الى تجربة فرنسا السابقة في لبنان، لكنها أشارت الى أن فرنسا تدرك أن غيابها عن المنطقة وخصوصاً لبنان، سيقلل من وزنها السياسي في الشرق الأوسط.