اثر مغادرة رئيس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية الرئيس السابق لجهاز "موساد" داني ياتوم العاصمة الروسية، أول من أمس كشفت معلومات أنه عرض على موسكو التعاون لمواجهة "متطرفين" اسلاميين، وطلب مساعدتها في الحد من نشاط "حزب الله". وأفاد بيان رسمي ان ياتوم أجرى محادثات مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي ايفانوف ووزير الداخلية فلاديمير روشايلو ووزير الخارجية ايغور ايفانوف. وعكست هذه اللقاءات المكثفة الأهمية الاستثنائية لمهمة ياتوم في روسيا. وجاء في البيان ان الجانب الروسي اعتبر الانسحاب الاسرائيلي المتوقع من جنوبلبنان وفق القرارين الدوليين الرقمين 425و24 "خطوة مهمة، لكنها ليست كافية لتحقيق تسوية شاملة". وحضت موسكو على تسريع المفاوضات على المسار الفلسطيني، واستئناف المفاوضات مع سورية ولبنان. لكن صحيفة "فريميا" أشارت الى أن ياتوم عرض على موسكو التعاون لمواجهة "مجموعات عربية اسلامية تهدد روسيا واسرائيل معاً". وكان مسؤولون اسرائيليون رفيعو المستوى أشاروا الى ضرورة اقامة اتصالات مع الأجهزة الروسية لمواجهة "التطرف الاسلامي" الذي اعتبروه "خطراً مشتركاً". وقال مصدر قريب من البرلمان الروسي ل "الحياة" إن ياتوم ربما حاول الاستفادة من "علاقات خاصة" تربط موسكو تقليدياً بعدد من قادة "حزب الله" وبدمشق وطهران، واستثمارها لمنع أي عملية قد تعرقل الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. وتابع أن الاسرائيليين قد يقدمون الى موسكو معلومات يمكن أن تكشف مصادر تمويل الشيشانيين في دول عربية وأوروبية. ونشرت صحيفة "كوميرسانت" مقابلة مع وزير الداخلية الاسرائيلي ناتان شارانسكي اعتبر فيها ان المنطقة قد تشهد حرباً جديدة، وانتقد ما سماه "التنازل" للرئيس ياسر عرفات.