قدّم البرلمان الروسي امس هدية ثمينة الى الرئيس فلاديمير بوتين فوافق على تعيين ميخائيل كاسيانوف رئيساً لحكومة لم تقدم برنامجاً اقتصادياً، واشار المرشح الى ان روسيا تواجه مشكلة الفقر و"اهتزاز الركائز الاخلاقية" فيما دعا الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الى رفد الوزارة ب"روح روسية"، ملمحاً الى كثرة عدد اليهود في الحكومات السابقة. وصوّت لكاسيانوف 325 نائباً من اصل 450 فسجل "رقماً قياسياً" غير مسبوق في تاريخ روسيا طوال السنوات العشر الماضية. وهذه النسبة هي في الواقع اقتراع لبوتين الذي استقبل كاسيانوف امس للبحث في هيكلية الحكومة الجديدة وتسمية اعضائها. ومن المتوقع ان يحتفظ وزير الخارجية ايغور ايفانوف ووزراء "القوة" بمناصبهم، فيما ستدخل تعديلات ليست جوهرية على الحقائب الاقتصادية. وفي خطابه امام البرلمان وعد كاسيانوف بعرض برنامج الحكومة في وقت لاحق بعد اقراره مطلع الشهر المقبل. وذكر انه سيعتمد على مشاريع وافكار قدمتها الكتل البرلمانية المختلفة، نافياً ان يكون وافق على مشروع اعده خبراء مقرّبون من الكرملين واعتبر عودة الى سياسة "العلاج بالصدمة". واستعرض كاسيانوف الذي تولى مهام رئيس الحكومة منذ ان اصبح بوتين رئيساً للدولة بالوكالة، منجزات المرحلة السابقة، وقال انها أسفرت عن "تعزيز توجهات ايجابية" في الاقتصاد ومنها ارتفاع الانتاج الصناعي بنسبة 10 في المئة وازدياد احتياط الذهب والعملة الصعبة من 12 بليون دولار الى 17.6 بليون. وذكر ان المداخيل الفعلية ارتفعت بنسبة 8 في المئة، لكنه ذكر ان ثلث سكان روسيا يعيشون تحت الحد الادنى الرسمي، واعترف بأن الفقر صار اكبر مشكلة تواجهها بلاده الى جانب "اهتزاز الركائز الاخلاقية". ووعد رئيس الوزراء بخفض الضرائب وتقديم العون لذوي الدخل المحدود لكنه شدد على ان المشاكل "لن تُعالج بسرعة"، وقال ان روسيا تحتاج الى فترة طويلة من الاستقرار السياسي لكي تحسّن اوضاعها الاقتصادية. ولوحظ ان المعارضة التقليدية متمثلة بالحزب الشيوعي تمنت النجاح لكاسيانوف وقال زعيم الحزب غينادي زيوغانوف ان قبول المنصب في الظرف الحالي "دليل شجاعة". إلا ان زيوغانوف أضاف ان على كاسيانوف كسر التقليد الذي كان استبعد عن الحكومات السابقة "الروح الروسية"، مشيراً الى ان نسبة ابناء القومية الروسية كانت اقل من 20 في المئة احياناً فيما كان الوزراء اليهود مثلاً يشكلون 60 في المئة في بعض التشكيلات الوزارية.