بدأت أسهم الرئيس الايراني السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني تتجه نحو الانحسار مع تردد أنباء عن احتمال خسارته مقعده في مجلس الشورى البرلمان الجديد، وارتفاع أسهم مهدي كروبي الأمين العام ل"رابطة العلماء المناضلين" التي ينتمي اليها الرئيس محمد خاتمي، حتى لدى المحافظين. وفيما يتوقع ان يعلن مجلس صيانة الدستور غداً موقفه النهائي من نتائج الانتخابات البرلمانية في طهران عطلت موقتاً صحيفة "هم ميهين" التي يديرها غلام حسين كرباستشي رئيس بلدية طهران السابق. واهتمت أوساط اصلاحية باحتمال اعلان عدم فوز رفسنجاني في الانتخابات التي اجريت في شباط فبراير الماضي، مستندة الى انباء غير رسمية تفيد ان المجلس الدستوري سيصادق على انتخاب 27 مرشحاً من أصل 30، بمعنى ان رفسنجاني الذي كان احتل المرتبة الثلاثين في انتخابات العاصمة سينتقل الى الدورة التكميلية مع مرشحين آخرين". وكتبت صحيفة "بهار" القريبة الى أوساط خاتمي ان الذين يحتلون المرتبة 28 و29 و30 سينتظرون الدورة التكميلية لانتخابات طهران، المتوقعة العام المقبل بالتزامن مع انتخابات الرئاسة. وقال مصدر ايراني مستقل ل"الحياة" انه يتوقع ان يتنحى رفسنجاني في حال تأكدت تلك الأنباء، بعدما صار بلوغ مقعد رئاسة البرلمان صعباً إثر فوز القريبين الى خاتمي بغالبية مقاعد المجلس الجديد. لكن أوساطاً اخرى رأت في ما سربته الأوساط الاصلاحية هجوماً وقائياً يستبق اعلان مجلس صيانة الدستور موقفه النهائي من نتائج انتخابات طهران. وكان المجلس تحدث عن عمليات تزوير تصل نسبتها الى عشرة في المئة. ما شكل فرصة اغتنمها المحافظون للدعوة الى الغاء الانتخابات في طهران. إلا أن ما رشح أخيراً عن مجلس صيانة الدستور يفيد باستبعاد خيار الالغاء الكامل، وتوقع الغاء محدوداً يطال بعض الاسماء. وضمن الاصلاحيون انعقاد البرلمان الجديد في موعده 27 أيار الجاري، بعد تطمينات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويستلزم انعقاد البرلمان التصديق فقط على انتخاب أحد عشر نائباً اضافياً بعد التصديق على انتخاب 183 نائباً منذ الدورة الأولى من أصل 290 مقعداً برلمانياً في المجلس الجديد. الى ذلك، أفادت عدلية طهران ان الادعاء العام تقدم بثماني عشرة شكوى ضد مسؤول صحيفة "هم ميهين" الاصلاحية غلام حسين كرباستشي الأمين العام لحزب كوادر البناء، ومن أهمها "نشر الأكاذيب ضد الحرس الثوري وقوات المتطوعين البسيج والقضاء والاستخبارات والبرلمان". وفي خطوة أخرى أيضاً ضد الصحافة الاصلاحية تم استدعاء مدير صحيفة "بهار" سعيد بور عزيزي للمثول أمام المحكمة بتهمة "نشر أكاذيب وتوجيه اهانات". وصدرت حتى اليوم، الأربعاء، ثمانية أعداد فقط من صحيفة "بهار" التي ولدت بعد توقيف صحيفة "صبح إمروز" الاصلاحية الى جانب خمس عشرة صحيفة أخرى. في هذا الوقت بدأت الصحف المحافظة تتعامل مع مواقف مهدي كروبي الأمين العام لرابطة العلماء المناضلين وكأنه الرئيس المقبل للبرلمان، إذ أخذت تنشر مواقفه على صدر صفحاتها الأولى، وبثها في مقدمة نشرات الأخبار في الاذاعة والتلفزيون. ونقلت وسائل الاعلام المحافظة عن كروبي قوله ان البرلمان الجديد سيتحرك في خط الامام الخميني وسيكون حامياً لولاية الفقيه. وكان النائب المحافظ حميد رضا ترقي اعلن ان الأقلية المحافظة في البرلمان الجديد ستدعم ترشيح كروبي لرئاسة البرلمان.