تلاقت المسيرات التضامنية مع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية امس مع مسيرات احياء الذكرى الثانية والخمسين لتشريد الشعب الفلسطيني ونكبته في العام 1948 في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي الوقت الذي سيقف فيه الفلسطينيون في ارجاء الوطن دقيقتي صمت وحداد على الشهداء واحياءً لذكرى النكبة في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم حسب التوقيت المحلي الفلسطيني الثامنة صباحا بتوقيت غرينتش، سيشهد القطاع الاقتصادي والتجاري اضرابا شاملا احتجاجا على استمرار اعتقال الاسرى الفلسطينيين والمماطلة في حل قضيتهم على طاولة المفاوضات. وتواصلت التظاهرات التضامنية والمواجهات مع الجنود الاسرائيليين في اكثر من موقع في الضفة والقطاع كان أعنفها قرب مستوطنة "نتساريم"، في مدينة غزة، حيث صدمت احدى الدوريات العسكرية احد المواطنين عمداً، الامر الذي ادى الى اصابته بجروح متوسطة، ورد احد المتظاهرين بإلقاء زجاجة حارقة باتجاه جنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق النار مما اسفر عن اصابة 12 فلسطينياً بجروح وصفت بأنها متوسطة. وفي رام الله وبيت لحم، ندد مئات من المتظاهرين بخطط التوطين المختلفة التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وذلك خلال مسيرات نظمتها لجنة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لمناسبة ذكرى النكبة. ورفع المتظاهرون اللافتات المؤكدة لحق اللاجئين في العودة الى الاراضي التي هجروا منها. وتتزامن هذه المواجهات مع مرور 14 يوماً على بدء حرب "الامعاء الخاوية" التي يخوضها الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي للمطالبة باطلاقهم وتحسين اوضاعهم. واتهمت اسرائىل السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء موجة التصعيد في الشارع الفلسطيني، خصوصاً في مدينة الخليل التي شهدت لليوم الرابع على التوالي تظاهرات حامية ادت الى اصابة العشرات بجروح. واشار رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك خلال الجلسة الاسبوعية لمجلسه الوزارء الى ما سماه ب"الجو المشحون بالتوتر والغليان" في الشارع الفلسطيني. وقالت مصادر اسرائيلية ان باراك اشار ايضا الى "احتمال مناقشة مسألة نقل القرى العربية المحيطة بالقدس في الحكومة قريبا". واشارت الى ان باراك لا يزال يحاول حشد التأييد لخطوته هذه داخل ائتلافه الحكومي الذي يشهد ازمة حقيقية تنذر بانهيار الحكومة الحالية. وكان موضوع الاسرى على جدول المفاوضات مع اسرائىل امس، خصوصا بعدما وافق الوفد الاسرائيلي المفاوض على تخصيص الجلسة لمناقشته. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين للمفاوضات الانتقالية الدكتور صائب عريقات ان الفلسطينيين ما زالوا ينتظرون الرد الاسرائيلي في شأن اطلاق 230 أسيراً ومعتقلاً فلسطينياً ترفض الحكومة الاسرائيلية حتى الآن اطلاقهم من سجونها.