قال الأمين العام لحزب الأمة السوداني المعارض الدكتور عمر نور الدائم إن وحدة السودان تأخذ أسبقية لدى الحزب على قضية الديموقراطية والتعددية. لكن الحزب أكد أنه لم يدخل في أي مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة وطالب بتأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى حين التوصل إلى حل سلمي. وأكد في لقاء تلفزيوني بث ليل الجمعة ان اتفاق "نداء الوطن"، الذي وقعه حزب الأمة مع الحكومة في جيبوتي نهاية العام الماضي "أعطى الأولوية لمسألة تحقيق السلام في السودان". وفي شأن احتمال تحالف القوى السياسية للمشاركة في السلطة، قال نور الدائم: "ليس هناك ما يجرح في التحالف إذا ما رأت القوى السياسية ان هناك حاجة لذلك لتحقيق الاستقرار". وجدد الناطق الرسمي باسم الحزب الدكتور موسى مادبو تأكيد عدم وجود اتصالات سرية بين بعض قيادات حزب الأمة التي عادت من الخارج والحكومة لتشكيل حكومة قومية تضم حزب الأمة وبعض القوى السياسية الأخرى قبل انعقاد مؤتمر الحوار الجامع. وأكد مادبو في تصريحات صحافية ان جماهير حزب الأمة ترفض مشاركة الجبهة الإسلامية قبل الحل السياسي وعبر "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وأوضح ان الاتهامات التي يسوقها بعض قادة الأحزاب المعارضة عن وجود تحالف بين حزب الأمة والنظام في الخرطوم "غير صحيحة، وربما جاءت نتيجة لتخوف البعض من ذلك". وقال مادبو: "إن مشروع الانقاذ الحضاري تعرض للفشل بصورة واضحة، كما أن دستورها الذي عارضه التجمع لاقتراحات بتعديلات من أهل النظام أنفسهم". وطالب مادبو الحكومة بالمسارعة في عقد المؤتمر الجامع للحوار من دون فرض شروط مسبقة والتخلي عن فكرة اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تشرين الأول اكتوبر المقبل، إلى حين التوصل إلى حل سياسي شامل. وفي القاهرة، رحب مسؤول من حزب الأمة السوداني بلقاءات المسؤولين المصريين مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب السيد نجيب الخير عبدالوهاب: "نتمنى ان يثبت قرنق حرصه والتزامه بالمبادرة المشتركة ومبادرة إيغاد بالدليل العلمي، ويقدم الصيغة التي تؤمن دمج المبادرتين أو التنسيق بينهما بالصورة التي تنقل موقفه من المبادرة المشتركة من مرحلة الإعلان إلى مرحلة التطبيق والتنفيذ الفعلي". وجرت أخيراً محاولات لتهدئة الأزمة بين حزب الأمة و"الحركة الشعبية" بعدما تدهورت العلاقة وشهدت تراشقاً إعلامياً واتهامات متبادلة حمّل فيها كل منهما الآخر مسؤولية الأزمة التي يمر بها "التجمع الوطني الديموقراطي". وقال عبدالوهاب إن أهمية التجمع في الخارج "تراجعت في أعقاب انسحاب حزب الأمة منه والتطورات السودانية التي حدثت في الخرطوم" نتيجة الصراع بين الرئيس عمر البشير والأمين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي.