في اطار الظاهرة المناخية واسعة النطاق التي أضرت بصورة خطيرة بعدد من البلدان في شمال وشرق افريقيا أخيراً، عصفت موجة جفاف خطيرة ببلدان عدة في الشرق الأدنى وجنوب آسيا، حيث تعرضت المحاصيل والثروة الحيوانية للدمار. وفي الوقت الذي تكبد فيه قطاع الثروة الحيوانية خسائر كبيرة بسبب نقص المياه والأعلاف، يتصاعد القلق من أن موجة الجفاف تطال الآن حياة البشر أنفسهم وبشكل متزايد خصوصاً بعد أن أصبحت امدادات المياه والأغذية نادرة. وقال أحدث تقرير صدر أول من أمس عن دائرة الاعلام العالمي والانذار المبكر في منظمة الأغذية والزراعة، التي تتخذ من روما مقراً لها، أن موجة الجفاف الخطيرة تحدث أضراراً خطيرة في ست دول هي العراقوالأردن وايران وافغانستان وباكستان والهند. وفي ما يتعلق بالعراق، أفاد التقرير أن موجة جفاف قاسية أدت الى تخفيض رقعة المساحات المزروعة، الأمر الذي أضر بمحصول الحبوب لسنة 2000. وأشارت تقارير الى أن مستوى المياه في نهري دجلة والفرات انخفض بنسبة تصل الى 20 في المئة مقارنة بمستواه الاعتيادي، ما أدى الى الضغط على الزراعات المروية التي تحتل 70 في المئة من الأراضي المزروعة، يضاف الى ذلك النقص الحاد في المدخلات الزراعية الضرورية الذي أسهم أيضاً في عرقلة عملية الانتاج الاعتيادية. وذكر التقرير موضوع البحث ان ظروف جفاف مماثلة سادت عام 1999 وأدت الى انتشار الآفات وقللت من حجم انتاج الحبوب بنسبة 40 في المئة تقريباً مقارنة بالمعدل خلال الأعوام الخمسة السابقة. وأدت تلك الموجة الى إحداث خسائر خطيرة في قطاع الثروة الحيوانية الذي تضرر بشكل خطير بسبب مرض الحمى القلاعية. وأشار التقرير الى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صادق في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي على المرحلة السابعة من تفاهم النفط مقابل الغذاء للفترة من كانون الثاني يناير الى حزيران يونيو 2000، ويشمل ذلك ما قيمته 5.26 بليون دولار من عوائد النفط، وذلك لتغطية تكاليف شراء الأغذية والمواد الطبية والتجهيزات الصحية، فضلاً عن تكاليف الترميمات الطارئة للبنية التحتية. تجدر الاشارة الى أن بعثة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف تقوم حالياً بمهمة تقويم حالة الامدادات الغذائية والأحوال التغذوية والصحية في العراق. أما عن حالة الجفاف في الأردن، فقد توقعت المنظمة آفاقاً سيئة لموسم حصاد القمح والشعير لسنة 2000 في الفترة من أيار مايو إلى حزيران يونيو، وذلك بسبب استمرار فترة الجفاف لفترة طويلة، الأمر الذي أدى الى تأخير عملية البذر. وأفاد التقرير انه في أعقاب موجة الجفاف القاسية التي ضربت محاصيل الحبوب والبساتين في البلاد وأثرت سلباً على مستوى الانتاج، فقد انخفض الانتاج بنسبة 88 في المئة، خصوصاً محصولي القمح والذرة اللذين بلغا 13 ألف طن فقط. وفي ما يتعلق بقطاع الثروة الحيوانية فقد تكبد أضراراً خطيرة لا سيما الفلاحين من رعاة الأغنام. وذكر التقرير ان منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي وافقا في تموز يوليو من العام الماضي على عملية طارئة تقدر كلفتها بنحو أربعة ملايين دولار وتشمل معونة غذائية يستفيد منها 180 ألف شخص لفترة أمدها ثمانية أشهر.