أنهى مانشستر يونايتد بطل الدوري الانكليزي لكرة القدم المسابقة بفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه، ولم يتحدث أحد في انكلترا عن ضعف مستوى الدوري أو ضرورة تغيير نظامه لمجرد التفوق الساحق لمانشستر على أقرانه. واللقب هو السادس لمانشستر يونايتد في السنوات الثمانية الاخيرة، ولم يكتب أحد عن عدم جدوى المسابقة الأقدم في العالم. وعلى النحو نفسه تصدر موناكو الدوري الفرنسي بفارق كبير من النقاط واحرز اللقب، وسبق لبورتو إحراز الدوري البرتغالي خمس مرات متتالية، وتوج برشلونة بطلاً لأسبانيا لأربع مرات متتالية منذ سنوات قليلة. ولكن الأمر في مصر مختلف تماماً. الفوز المتتالي للاهلي باللقب، وصدارته الحالية بفارق عشر نقاط أصابت الكثيرين بالخلل الفكري واتجهوا الى البحث عن أفكار بيزنطية لوقف انتصاراته بدلاً من التفكير في أسباب نجاحه ومحاولة تقليدها. الاهلي يفوز لأنه الأكثر استقراراً... وهو السر الوحيد وراء تفوقه. والاهلي جدد عقد مدربه الالماني راينر تسوبيل قبل نهاية الموسم الحالي وللعام الرابع على التوالي على رغم الاعتراضات الهائلة من الصحافة وموجة الغضب العارمة من لاعبي الفريق، لكن ادارة الاهلي لم تعبأ بالضغوط وتمسكت بالاستقرار. وتسوبيل هو المدرب الثالث فقط للاهلي في 7 سنوات، وعلى العكس درب الزمالك 3 مدربين في 7 شهور، محمود ابو رجيلة وحلمي طولان والالماني اوتو بفستر، والاسماعيلي ايضاً قاده 3 مدربين في 7 شهور، البرازيلي فييرا واسماعيل حفني ومحسن صالح، واستخدم المصري 4 مدربين في 7 شهور محسن صالح وميمي عبدالرزاق والكرواتي زلاتكو ومحمد علي. والأندية الثلاثة الزمالك والاسماعيلي والمصري هي المنافسة للاهلي على الألقاب. الباحثون عن وقف انتصارات الاهلي اتجهوا بأفكارهم الى حلول بيزنطية لتغيير نظام وشكل الدوري. أحدهم اقترح اقامة المسابقة على جزءين، وتلعب الأندية دوراً واحداً من 13 مباراة لكل فريق ثم تقسم الى نصفين، وتلعب الأندية السبعة الاولى معاً في مسابقة خاصة بنظام الذهاب والاياب لتحديد البطل بدعوى أن تلك الأندية ستكون قوية، وتلعب الأندية السبعة الاخرى في مسابقة اخرى لتحديد الهابطين للدرجة الأقل. وثاني اقتراح تقليل عدد الأندية إلى عشرة فقط بدلاً من أربعة عشر مع اقامة المسابقة بنظام الذهاب والاياب على مرتين، ويلعب كل ناد أربع مرات ضد الآخر لزيادة القوة والمنافسة الحقيقية. وثالث يطالب بمباراتين في النهاية بين الأول والثاني لتحديد البطل، ومهما كان فارق النقاط بينهما عند نهاية المسابقة. ورابع يطالب بتقسيم الفرق كلها الى مجموعتين من البداية، وإقامة مباراة واحدة فاصلة بين بطلي المجموعتين. كل تلك الاقتراحات تبعد مسابقة الدوري عن نظامها الحقيقي. زيادة المنافسة في الدوري المصري تتطلب اهتماماً أكبر داخل الأندية واستقراراً أكبر للاجهزة الفنية.