أفادت مصادر فلسطينية أن الدوائر القانونية والأمنية الاميركية تدرس إمكان مبادلة الجاسوس الاسرائيلي الاميركي جوناثان بولارد المسجون في الولاياتالمتحدة، بعدد من الفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، وكذلك اطلاق موردخاي فعنونو الذي كشف الأسرار النووية الاسرائيلية. لكن مصادر امنية اميركية استبعدت تحريك ملف بولارد في هذه المرحلة نتيجة التوتر الحاصل مع اسرائيل بسبب رفضها الغاء صفقة بيع رادارات انذار مبكر الى الصين. ونقلت مجلة "النشرة" في عددها الاخير عن مصادر فلسطينية لم تحددها ان مصادر امنية اميركية لمحت الى امكان تنفيذ صفقة المقايضة، اضافة الى وعود باطلاق عدد من الفلسطينيين والعرب المعتقلين في اميركا، في اطار صفقة يجري التحضير لها في موازاة مفاوضات الحل النهائي. وأشارت الى احتمال اطلاق المعتقلين خالد الجاسم أبو الوليد العراقي ومحمد رشيد اللذين خطفهما مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي في مقابل ابعادهما عن الأراضي الاميركية. وأفادت مجلة "النشرة" التي تصدر في فلسطين عن الجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان الى ان بولارد الذي تطالب اسرائيل باطلاقه كان زودها وثائق وصوراً بالأقمار الاصطناعية لمقر قيادة الرئيس ياسر عرفات في حمام الشط في تونس. لكن مصادر امنية اخرى استبعدت تحريك ملف بولارد في هذه المرحلة نتيجة التوتر بين واشنطن واسرائيل بسبب رفض الدولة العبرية إلغاء صفقة بيع رادارات انذار مبكر الى الصين. وأكدت ان الولاياتالمتحدة لا تزال تعاني آثار سرقة بولارد أكثر من 500 ألف وثيقة سرية وتحويلها الى اسرائيل. يذكر ان الوفد الاسرائيلي المفاوض في محادثات واي ريفر العام الماضي اثار قضية بولارد مع الرئيس بيل كلينتون، لكن الادارة الاميركية رفضت مناقشة الطلب الاسرائيلي. وكرر رؤساء الوزراء الاسرائيليون السابقون اثارة المسألة مع كلينتون منذ عهد اسحق رابين، ووعد الرئيس الاميركي بمراجعة الموضوع، لكن وزارة العدل آنذاك وعدداً من كبار موظفي مكتب التحقيقات الفيديرالي هددوا بالاستقالة اذا اطلق بولارد. ومنذئذ، تحولت الضغوط الى الكواليس لتجنب إثارة الرأي العام الاميركي. وكشفت مجلة "انساين" قيام "اف.بي.اي" بتحقيقات واسعة عن تنصت اسرائيل على كبار المسؤولين الاميركيين بمن فيهم الرئيس، ومن غير المستبعد اثارة موضوع بولارد، ولكن ليس من أجل تأمين اطلاقه، انما لتذكير الرأي العام الاميركي بأن اسرائيل لا تتوانى عن أعمال التجسس حتى على الولاياتالمتحدة.