حلم الفنان احمد زكي السينمائي بتحقيق فيلم عن الرئيس الراحل انور السادات يكاد يتحقق نهائياً، اذ انه فرغ الى الآن من تصوير اربعة اسابيع من زمن الشريط الذي يتناول مسيرة 40 عاماً من حياة الزعيم الراحل، امضاها ما بين الالم والنضال والمجد والانكسار والبطولة والسلام. ويأتي حرص احمد زكي على تقديم هذه النوعية من الافلام السياسية والوطنية ليؤكد، كما يقول هو نفسه، ان "الفنان لا يعيش في معزل عن نبض الجمهور" ويؤكد ايضاً ادراكه اهمية هذه الافلام وحاجة الاجيال لمعرفة انجازات زعماء هذا الوطن. ويستغرق تصوير فيلم "أيام السادات" الذي يخرجه محمد خان اكثر من عشرة اسابيع، يزور الفريق خلالها أكثر من 150 موقع تصوير تنتشر بين القاهرة والمنوفية وبورسعيد. انتهى احمد زكي حتى الآن، كما يقول من تصوير نحو ساعة ونصف الساعة من زمن الشريط على الشاشة، وفيها جملة المشاهد التي تعرض المرحلة الاولى من حياة السادات من تعرفه الى السيدة جيهان السادات الى مرحلة كفاحه ضد الاحتلال وسجنه وهربه من الجيش واشتغاله في اعمال بسيطة ثم العودة الى الجيش وقيام الثورة وانجازاتها. ولم يتبق حتى نشر هذه السطور سوى مرحلة ازمة 1967 و"العبور العظيم" ومرحلة السلام. وكان زكي دعا "الحياة" الى حضور تصوير مشاهد دارت وقائعها في مبنى قيادة الثورة في ارض الجزيرة، في جوار فندق "شيراتون الجزيرة"، وهي مشاهد ليلة قيام الثورة، وبدا الموقف كأن التاريخ يعيد نفسه، فهناك مئات من الجنود وعدد من الدبابات والمركبات والمعدات الحربية "لزوم التصوير". وهناك السادات يتقدم بسيارته نحو المبنى ورجال الحرس يمنعونه، لعدم معرفتهم به، لكن عبدالحكيم عامر يأمرهم بالسماح له بالدخول وتتوالى احداث الشريط. ويطمح احمد زكي من خلال تصديه لانتاج هذا الشريط بمشاركة التلفزيون، ان يحدث، كما يقول "انتعاشة في الذاكرة المصرية والعربية" و"التذكير بانجازات الرئيس السادات صاحب قراري العبور والسلام". ويقول احمد زكي انه حرص على ان يكون كل شيء في فيلمه حقيقياً، لذا ستكون الكلفة كبيرة. ومن هذا المنطلق تصدى للانتاج "ولولا الملامة" كما يقول المثل الشعبي لما كان التلفزيون شارك ولكان الأفضل ان يأمر المسؤولون في مصر أن تتولى الدولة نفسها انتاج هذا العمل الوطني وتوفير كل ما يتطلب. لكن هذا لم يحدث بالصورة المطلوبة. وكان زكي تفرغ لهذا الشريط منذ عامين ورفض العمل من اجله في اكثر من خمسة افلام "لأنني اريد ان اقدم فيلماً للأجيال وللشعب، وهذا يتطلب مني مجهوداً كبيراً، بدءاً من معايشة الشخصية وملامحها وانتهاء بكل التفاصيل الصغيرة وأتمنى أن يحقق الفيلم النجاح الذي أتمناه".