بنى قصر العظم أسعد باشا العظم ابن اسماعيل باشا ابن الامير ابراهيم، نشأ اسعد باشا في قونية، درس العلوم واللغات واتقن التركية والفارسية، فوُلي على دمشق وعاش فيها 15 عاماً ثم عُزل منها ووُلي على حلب ثم نُقل ومات في أنقرة مقتولاً سنة 1758. وكان اسعد باشا معروفاً بظلمه وقوته وحبّه للمال ولكنه كان عاشقاً للعمران لذلك اشترى فسحة من ارض واسعة في المحل الذي كان قائماً فيه بيت معاوية بن ابي سفيان، وجنّد لبنائه العمال وأرباب الفنون من كل المدن وجمع الكثير من الآثار والتحف ليزيّن بها القصر. واخذ لهذا الغرض اعمدة واحجار من بقايا طاحونة الرهبان على رأس بانياس، وجلب ايضاً احجاراً واعمدة رخامية من بصرى، ونقل من مدرسة الملك الناصر في الصالحية اعمدة غلاظاً كثيرة. وبعد الاحتلال الفرنسي لدمشق سيطر الفرنسيون على القصر، واشتراه الفرنسي استاش دي لوري سنة 1922 واتخذه مقراً له بعد ترميمه، وجمع فيه ايضاً بعض الآثار واعلن انه سينشئ فيه مدرسة لتعليم الصناعات الوطنية التي كانت تشتهر بها سورية. قُسّم هذا القصر منذ بنائه الى قسمين: قسم للحريم، وقسم للاستقبال. وبعد بيعه للدولة الفرنسية بقي القسم الاول منه معهداً للفنون، وجُعل القسم الآخر مقراً للمفوض السامي. الا ان سياسة الجنرال ساراي في تشرين الاول اكتوبر 1924 اثارت هياجاً عظيماً في جبل الدروز وعموم سورية عبّرت عنه الثورة السورية عام 1925 والتي شهدت هجوم الثوار على قصر العظم، لان المفوض السامي ساراي كان مقيماً فيه فأحرقوا ودمّروا اجزاء من القصر. وسلم من الحريق كل الحرملك ما عدا القاعة الكبرى التابعة له. وبعد ذلك اصبح مركزاً لمعهد الفنون والآثار الاسلامية اما القسم المخصص كمقر للمفوض السامي فالتهمت النار منه قسماً كبيراً ذهب برونقه وحسنه اصيبت اقسام مختلفة منه بأضرار كبيرة. وفي سنة 1933 رممت زخارف السلاملك وأُصلح شأنها ثم رممت القاعة في الحرملك وظلت اعمال الاصلاح جارية حتى 1945، وفي حزيران يونيو من العام نفسه أُغلق القصر لمدة عام بسبب ضرب الفرنسيين مدينة دمشق بالقنابل. وفي عام 1946 عُهد الى "مديرية الآثار القديمة" بالاشراف على حراسته، ولما سعت "المديرية العامة للاثار والمتاحف" في سورية الى تحقيق فكرة انشاء المتاحف الشعبية سنة 1952 استملكت الاراضي غير المستملكة من القصر وشرعت في ترميمه، فأصلحت سقوفه المدهونة، وأعادت بناء الحمام الذي تهدم خلال الثورة ووضعت المجسمات والتماثيل. وافتتح المتحف في 13 ايلول سبتمبر 1954 وهو يضم حالياً نحو عشرة آلاف من القطع والنفائس الشعبية وكمية كبيرة من الازياء والمطرزات. ويؤمن المتحف اليوم خدمات لا تقدر لدارسي الفنون الشعبية داخل البلاد وخارجها، كما انه له أثراً كبيراً في انتشار الدراسات الشعبية.