الاستاذ جهاد الخازن تحية وبعد، ما زلت تستغل نفوذك الصحافي، وأنك صاحب عمود يومي، لكي تتعلم قواعد النحو بالمجان. وواحد مثلنا لو أراد أن يفعل لما استطاع، فقد يكتب إليكم شيئاً، فلا تنشرونه، وإذا نشرتموه فإنكم تتأخرون. ونرسله إليكم مؤرخاً، ويصدر عنكم غير مؤرخ، ما لم تكن قصيدة لنزار قباني. وإذا نُشر فقد لا يهتم أحد بجوابه، لأنه ليس من ذوي الجاه الإعلامي. وأنتم في "الحياة" كثيراً ما تعتدون على حقوق القراء أمثالنا، فالتعليقات تتراكم لديكم .... وإذا أردتم تخفيف شيء عن السفينة، فأول ما تلقون به منها في البحر: زاوية القراء،... فأنتم معجبون بأنفسكم، ولستم معجبون بنا معشر القراء. فلقد ضيقتم علينا وهمشتمونا، وحتى الهامش تسقطونه في العديد من الأحيان.... وضعتم أنفسكم في السدة، وعلى المنير، وتركتمونا نستمع إليكم على كرسي قش، بلا قش. وقبلنا أن تكونوا أنتم الفاعل، ونحن المنفعل، أنتم المحرك، ونحن الغطاء. هل هذه سياستكم في الصحيفة؟ كلما راق لكم أن تستبعدوا شيئاً، قلتم في أنفسكم: هذا يتعارض مع قوانين النشر. فما هي قوانين النشر؟ لماذا لا تفصحون عنها، ولا تعلنون، وأنتم دائماً تطالبون غيركم بالشفافية؟ هل تطالبون بها إذا كانت لكم، وتعرضون عنها إذا كانت لنا؟ ... وكلما اختار الكاتب عنواناً اخترتم غيره، ولو اختار عنوانكم لاخترتم عنوانه. هذه "فشة خلق" بيني وبينك، أرجو أن لا تنقلها إلى رئيس التحرير. من مزاياك، وهي كثيرة، أنك تردّ على من يسألك ويحاورك، وتبين مصدرك، وترجع عن الخطأ إن أخطأت. وهناك من أمثالك، ومن بني جلدتك، من يبقى سادراً في عموده، ومقاله، وكأن قارئاً لم يكلمه، وكأن أحداً لم ينقده. كأنه هو من أصحاب الجلالة، ونحن من أصحاب الجلة. ... يا أخي نحن أساتذة، ولسنا نحن الذين نضع دوماً الدرجات لطلابنا، بل قد يُطلب من طلابنا أيضاً أن يضعوا درجات لنا، وربما "قبضها" المسؤولون، وسرحونا. نحن في عصر السوق، فالعالم إذا لم يكن له سوق فلا خير فيه. فلذلك تجد المطرب يستعين براقصات حسناوات، ويزاحم الأستاذ ويزحمه. ما زلت متعلقاً بعبارة: "صيد البحر وطعامه"، في سورة المائدة، وبعبارة: "أجور العمال ومرتباتهم" بدل: "أجور ومرتبات العمال"، حتى وكأنك تحكم حكماً مطلقاً بخطأ هذه العبارة. وبينت لك في "الحياة" 31/3/2000 أنني أميل إلى أنها لغة مرجوحة، وليست خاطئة. وبتاريخ 11/4/2000 علق أخ آخر، ولكنه لم يضف شيئاً. أما بتاريخ 27/4/2000م، فالمعلق الشمري أضاف. ولعلي أتحيز إليه، لأن والدتي من بيت الشمري. واسمح لي أن أسألك سؤالاً: هل تقول: "غرفة تجارة وصناعة الرياض" أم "غرفة تجارة الرياض وصناعتها"؟ قد تكون هناك حالات تجعل المرجوح راجحاً. ولو كان "أجور ومرتبات العاملين" اسماً لحساب، في محاسبة إحدى المنشآت، لآثرته على "أجور العاملين ومرتباتهم". لكن لو كانت الجملة: "جاء غلام علي وأخوه" لفضلتها، بلا تردد، على الجملة الأخرى "جاء غلام وأخو علي"، ولربما اعتبرتها ضعيفة، إن لم تكن مردودة. وأما العبارة القرآنية: "صيد البحر وطعامه" فهي الأصل، وهي الراجحة، واللّه أعلم