واشنطن - «نشرة واشنطن» - شاركت مجموعة من المسؤولين الحكوميين مع خبراء أفارقة مختصين بالزراعة وتغيّر المناخ، في برنامج تبادل مهني في الولاياتالمتحدة يركز على هذه القضية. وزار أربعة عشر خبيراً من 11 دولة أفريقية ست مدن أميركية خلال فترة أسبوعين في تموز (يوليو)، ليتعرفوا الى كيفية تعامل المجتمعات الأهلية ومنظمات الأبحاث الأميركية مع قضية الأمن الغذائي، والطرق المتبعة للمحافظة على نمو الإنتاج الزراعي في بيئة متغيّرة. وكانت الزيارة برعاية «البرنامج الدولي للقياديين الزوار»، التابع لوزارة الخارجية الأميركية الذي يسعى إلى بناء صداقات دولية وتعاون دولي بين الأميركيين وأفراد في دول أخرى. وزارت المجموعة في ولاية نورث كارولينا (جنوب شرقي الولاياتالمتحدة) معمل الألبان «غود ليدي دايري»، وهي مزرعة تديرها عائلة متخصصة في منتجات ألبان الماعز والخضار المنتجة بأساليب عضوية وتباع طازجة في الأسواق المحلية للمزارعين وللمطاعم. وخلال وجودهم في نورث كارولينا، أمضى بعض أفراد المجموعة وقتاً في تعبئة البقالة وتوضيبها في «مؤسسة المساعدات الغذائية»، وهي بنك للمواد الغذائية تساعد العائلات الفقيرة. وقال العالم الزراعي في وزارة الزراعة في أنغولا، يواكيم دوارتي- غوميز، الذي أدهشه تطوع هذا العدد الكبير من الاميركيين الذين يتبرعون بوقتهم للعمل في «بنك المواد الغذائية»: «شكل هذا الأمر بالنسبة لي تجربة غنية جداً وعزز رغبتي في العناية بالآخرين». المزارع العضوية مصدر الهام فكرة استعمال مواد غذائية تزرع محلياً للمساعدة في إطعام الفقراء والمحافظة على صحّة المجتمعات الأهلية، تركت انطباعاً في نفس رئيس مكتب المواشي والمحاصيل الزراعية والتنمية الريفية التابع للولاية الإقليمية الصومالية في جيجيغا (إثيوبيا)، عبدالقادر إيمان محمود. وقال محمود انه يريد أن يشجع دراسات البستنة والبيئة في المدارس ضمن المناهج الدراسية، لمساعدة إثيوبيا في المحافظة على أراضي المزارع المهددة، بسبب الجفاف وظروف النمو المتغيرة. وأوضح قائلاً: «لاحظت ان الزراعة العضوية مربحة، وتشكل قطاع أعمال مزدهراً في الولاياتالمتحدة، كما تعرفت أيضاً الى الروابط القوية القائمة بين الجامعات وأسواق المزارعين والمستهلكين هناك، وإلى التكنولوجيا المستخدمة لإنتاج المحاصيل في بيئة معرضة للإجهاد». وأضاف أن زيارة المجموعة ل «جامعة كاليفورنيا - ديفيس» كانت رحلة ميدانية لا تُنسى، حيث عرض عليهم الباحثون هناك تكنولوجيات لتصنيع مواد غذائية خالية من الإنبعاثات المضرّة، وزاروا مختبرات التكنولوجيا البيولوجية في الجامعة. وأشارت السكرتيرة التنفيذية ل «المجلس الوطني للأمن الغذائي» في السنغال، سينابو توريه لايه، إلى ان نشاطات البرنامج الدولي للقياديين الزوار عززت ضرورة المشاركة في الأفكار والتكنولوجيا عبر الحدود، وضرورة مساعدة المجتمعات الأهلية على التكيّف مع تغير المناخ. وشددت قائلة: «علينا ان نعزز تكنولوجيات بسيطة يستطيع الوصول اليها المنتجون الصغار للمواد الغذائية، ودعم المعرفة المحلية حول التكيّف مع تغير المناخ». ولفتت إلى الدور الذي ستلعبه الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تطوير تكنولوجيا بيولوجية جديدة، كالمحاصيل المقاومة للجفاف وملوحة التربة. وزارت مجموعة البرنامج خلال وجود أفرادها في كاليفورنيا شركة «مونسانتو»، إحدى اكبر الشركات عالمياً للتكنولوجيا البيولوجية والبذور الزراعية، وتعمل على إنتاج بذور ذرة تتحمل الجفاف في أفريقيا.