واشنطن – «نشرة واشنطن» – يمكن التكنولوجيا الحيوية الزراعية والزراعة العضوية التعايش في سلسلة الإمداد الغذائي ذاتها، على رغم خلاف بين بعض مناصري الزراعة العضوية وعلماء الهندسة الوراثية للبذور. وأكد ذلك الكاتبان المشاركان في تأليف كتاب «طاولة طعام الغد: الزراعة العضوية، وعلم الوراثة ومستقبل الغذاء» باميلا رونالد وراؤول أدامشاك، إذ أوردا في الكتاب أن «الزراعة العضوية والتكنولوجيا الحيوية الزراعية مجتمعتين، قادرتان على تلبية حاجات العالم الغذائية في المستقبل». واعتبرت رونالد في محاضرة ألقتها في الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، أن «الجدل بين قطبين حول تكنولوجيات البذور في مقابل الممارسات الزراعية»، حوّلَ الأنظار عن التحدي المتمثل في خلق «نظام زراعي صحي ومنتج». ورأت ضرورة أن «يضاعف المزارعون الإنتاج الغذائي مرتين أو ثلاث مرات لتلبية الطلب، مع توقع ازدياد عدد سكان العالم إلى 9.2 بليون نسمة بحلول عام 2050». وأكدت أن «الزراعة تحتاج إلى مساعدتنا الجماعية وكل الأدوات المناسبة، إذا أردنا توفير الغذاء لسكان العالم الذين يتزايد عددهم، بطريقة تحافظ على البيئة». ولفتت إلى أن «مساحة الأراضي الصالحة للزراعة أصبحت محدودة، نتيجة التمدد العمراني للمدن وعوامل قطع الغابات». وأوضحت أن بسبب تعرية الأرض على مدى السنوات ال 40 الماضية، باتت نسبة 30 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم غير منتجة». وقالت: «ما يجعل المشكلة أسوأ، هو أن معظم الأتربة المنجرفة تحمل مبيدات وأسمدة، وتنتهي بتلويث البحيرات والأنهار، كما تقتل المياه الملوَّثة الأسماك». ولم تغفل «تعرّض شبكات المياه العذبة للإجهاد، إذ أصبحت أنهار كثيرة جافة تقريباً، كما اختفى نحو نصف الأراضي الرطبة في العالم. وتُستخرج المياه الجوفية الرئيسة لاستخدامها في المناطق الحضرية وفي الصناعة، ما يعني ضرورة إنتاج مزيد من الغذاء على كمية الأراضي المتوافرة باستخدام كميات أقل من المياه». وتحمل البذور المعدلة جينياً صفات تجعل النباتات تتحمل المناخ وإجهاد التربة ومقاومة الأمراض والآفات وتوفير المواد الغذائية الدقيقة الأساسية، إذ أفادت مجموعة «الخدمة الدولية لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية، بأن «أكثر من 15 مليون مزارع في 29 بلداً زرعوا العام الماضي محاصيل معدلة وراثياً، وتمثل تلك البلدان أكثر من نصف سكان العالم». وأشارت رونالد، إلى أن الخبراء الصينيين والهنود والمكسيكيين والبرازيليين والبريطانيين والفرنسيين والأكاديميات الأميركية للعلوم «خلصوا إلى أن المحاصيل المعدلة وراثياً المتوافرة في السوق حالياً آمنة للاستهلاك كغذاء». وتُعدّ الزراعة العضوية جيدة للبيئة، لأنها تستخدم تناوب المحاصيل للحد من تراكم الآفات التي تهاجم محصولاً بمفرده. ويستخدم مزارعو المنتجات العضوية المستخدمة المحاصيل البقولية الغطائية، مثل العدس والبرسيم، لزيادة خصوبة التربة والمواد العضوية للتسميد. وتكون المحاصيل الأساسية، مثل الأرز بالنسبة إلى بعضهم، أقل في المزارع العضوية، كما أن ارتفاع أسعار المنتجات العضوية تجعل بعض المستهلكين عاجزين على تحمّلها.