قالت مصادر ديبلوماسية يابانية ل"الحياة" ان طوكيو حصلت على موافقة عدد من الدول المانحة للمساعدات، على اقتراح اليابان استضافتها لمؤتمر من اجل مساعدة لبنان على خطة انمائية للجنوب اللبناني، بعد الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانيةالمحتلة. وقالت المصادر الديبلوماسية نفسها ان طوكيو، التي اقترحت عقد مثل هذا المؤتمر، باشرت اتصالاتها مع الدول المانحة قبل اسابيع قليلة وحصلت على موافقة عدد منها، فيما تدرس دول اخرى الاقتراح تمهيداً لاعطاء جوابها في هذا الشأن للمسؤولين اليابانيين. ورفضت المصادر نفسها الكشف عن اسماء الدول التي أبدت استعداداً للمشاركة في مؤتمر كهذا، مشيرة الى ان طوكيو تفضل عدم الاعلان عنها في انتظار اكتمال الاجوبة. وعلمت "الحياة" ان المسؤولين اليابانيين الذين كانوا طرحوا مبادرة من أربع نقاط في كانون الثاني يناير من العام 1999 حين زار وزير الخارجية اليابانية السابق بيروت، لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425، كانوا ضمنوا النقطة الرابعة من هذه المبادرة اقتراحاً بأن يتولى المجتمع الدولي مساعدة لبنان على تنفيذ خطة انمائية بعد الانسحاب الاسرائيلي. وحصلت طوكيو في حينها على موافقة وتشجيع الولاياتالمتحدة الاميركية وفرنسا ودول عربية فاعلة منها مصر، على هذه المبادرة. وذكرت مصادر ديبلوماسية يابانية ان الحكومة اليابانية تطمح لأن يكون المؤتمر، الذي تتحرك طوكيو من اجل استضافته، على غرار "مؤتمر اصدقاء لبنان" الذي انعقد في واشنطن بدعوة من الرئيس الأميركي بيل كلينتون خريف العام 1996 والذي قررت فيه الدول المشاركة مجموعة مبالغ لمساعدة لبنان على اعادة اعماره، الا ان صرف هذه المبالغ للبنان لم يتم، وفقاً للآلية التي تقررت في هذا المؤتمر، على رغم ان عدداً من الدول التي شاركت في المؤتمر تابعت تقديم مساعدات وقروض ميسّرة، ومنها اليابان والدول العربية الخليجية الرئيسية، في اطار علاقاتها الثنائية مع لبنان. ومع الاعلان الاسرائيلي عن نية الانسحاب من لبنان جددت طوكيو مبادرتها، حين زار أحد مسؤولي وزارة الخارجية اليابانيةبيروت قبل أسابيع مدير شؤون الشرق الأوسط وأعلن بعد مقابلته كبار المسؤولين عن استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر لدعم تنفيذ خطة انمائية للبنان. وتطمح الحكومة اللبنانية الى خطة دعم مالي لبرنامج انمائي يتناول الجنوب وسائر المناطق اللبنانية. وتشاركها طوكيو في هذا الطموح، ومع ان الديبلوماسية اليابانية تفضل عدم الربط بين تجاوب لبنان مع طوكيو في انهاء قضية اليابانيين الأربعة، اعضاء الجيش الأحمر الياباني الذين كانوا في لبنان ونفذوا أحكاماً بالسجن 3 سنوات ثم تم تسليمهم عبر الأردن الى السلطات اليابانية باستثناء كوزو أوكاموتو، وبين الحماسة اليابانية لعقد هذا المؤتمر، فان الجانب الياباني لا يخفي رغبته في مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة صعوبات تمويل خطة انمائية بعد الانسحاب الاسرائيلي، في مقابل ما تعرضت له هذه الحكومة من انتقادات بسبب تسهيلها تسلم طوكيو لأعضاء الجيش الأحمر. وأوضحت مصادر ديبلوماسية يابانية ان وضع هذه الخطة ينقصه المزيد من المعلومات من الوزارات والادارات المختصة، وتفعيلاً لقدرة المؤسسات اللبنانية على استيعاب القروض والمساعدات المقررة من قبل عدد من الدول المانحة للبنان. فهناك عدد من البروتوكولات الموقعة بين هذه الدول وبين لبنان، لم تستخدم مبالغها بعد اليابانفرنساايطاليااسبانيا... هذا فضلاً عن ان الخطة الوحيدة التي تم وضعها لإنماء الجنوب بعد الانسحاب هي التي وضعتها الهيئة العليا للاغاثة الحكومة اللبنانية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية U.N.D.P والتي تتطلب مزيداً من التطوير من الجانب اللبناني بهدف تحديد مركز اكثر للحاجات. وتجري طوكيو اتصالاتها مع الدول المانحة في شكل افرادي وليس عبر التجمعات الدولية او الاقليمية التي تضم هذه الدول.