قال المنسق السابق للبرنامج الإنساني في العراق هانس فون سبونيك ل"الحياة" إن "مبادئ حقوق الإنسان لا تطبق" في هذا البلد، حيث "منعوا عن الشعب العراقي حق التمتع بالبند 26 حق التنمية وهذا عبث. وان لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تختتم دورتها ال56 تجاهلت عمداً الجيل الجديد في العراق من دون حق في التنمية أو التربية أو التعليم أو الغذاء. حولوا البند 26 إلى نكتة". وعن رأيه في بناء القصور في العراق بدل توفير الأموال للأغذية التي تباع في السوق السوداء، قال سبونيك، الذي استقال أخيراً احتجاجاً على عدم تلبية برنامج "النفط للغذاء" الحاجات الضرورية للشعب العراقي: "إن 7.91 في المئة من الاعانات الإنسانية وزعت على شعب العراق، والأموال التي بنيت بها القصور هي من عائدات النفط المهرّب، والغذاء الذي نراه في السوق السوداء مصدره الناس الذين يبيعون بعضه بسبب حاجتهم للمال. ولو ارادت دول التحالف اغلاق أبواب التهريب، لكان لها ما أرادت". وسُئل عن مدى نجاح سياسة الحظر في معاقبة حكام العراق، فأجاب ان "عمى الحصار الاقتصادي وفشله كتب عنه خبراء وباحثون، ولم يعد خافياً على أحد، ان اللعبة هي نفط وسلطة ومال". وزاد سبونيك ان "ما نجح فيه الحصار هو معاقبة الشعب وإفساد النسيج الاجتماعي، وتحويل الطبقة الوسطى إلى متسولين. أما الحكام المراد عقابهم فتدربوا لدينا في المانياالشرقية، ويجب عدم معاقبة 23 مليون عراقي على شيء صنعته أيدينا. إن هذا الشعب لا يتكلم بسهولة، هو شعب خائف وجائع يؤمن بالحاكم الذي يقول له انظر ماذا يفعلون بك". وعن فائدة استقالته، قال: "أنا إنسان عادي ولديّ ضمير، والحصار الذي يعاقب البريء يجب أن يرفع. لهذا استقلت". ورأى ان الحل هو "التوصل إلى حوار، ويجب أن تكف عن النقاش وراء أبواب موصدة أمام العراقيين. العراق مستعد للحوار ولديّ رسالة من طارق عزيز نائب رئيس الوزراء الذي يقول في شكل غير مباشر اقبلوا بنا كبلد ذي سيادة ونحن مستعدون للحوار. وأنا اقول اقبلوا بالعراق مع سيادته وستذهبون بعيداً في الحوار".