إسرائيل تلعب على مسارات التفاوض، وجاءت لعبتها هذه المرة على المسار الفلسطيني. فمع تعثر المفاوضات السورية - الإسرائيلية، أجرى الرئيس الأميركي بيل كلينتون اتصالاً مع الرئيس ياسر عرفات يمهد للقاء المنتظر بينهما في العشرين من الشهر الجاري، كما أجرى ايهود باراك اتصالاً مع عرفات تناول قضايا الحل المرحلي، والاتفاق على عقد اجتماع ثنائي بينهما، بعد عودة عرفات من لقاء واشنطن. ويستطيع عرفات الخائف من لعبة المسارات، أن يغتنم هذه الفرصة، ويطلق خطة تفاوضية جديدة، تضع الجميع على طريق التنسيق والتخطيط المشترك، ويكون ذلك من خلال اتباع الخطوات التالية: - يعلن عرفات وقف اجتماعه المنتظر مع باراك. - يعلن عرفات وقف مفاوضات الوضع النهائي، إلى حين الاتفاق على أسسها وأهدافها، وأنه لن يعود إلى هذه المفاوضات إلا إذا سلمت إسرائيل بمبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967، والتي يشملها القرار 242، بما في ذلك القدس. ويعلن أيضاً أنه لن يعود إلى المفاوضات إلا إذا سلمت إسرائيل بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، عملاً بقرار الأممالمتحدة رقم 194، وعملاً باتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحالة الحرب، والتي استندت إليها قرارات الأممالمتحدة الداعمة للحق الفلسطيني. - يعلن عرفات أنه لن يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل إذا لم تحقق مفاوضات على أساس هذه الشروط. - ويعلن عرفات ان السلطة الفلسطينية لا تستطيع ان تمنع الفلسطينيين من مقاومة الاحتلال بأي وسيلة من وسائل النضال. - ويعد عرفات مذكرة تشرح وتوضح هذا الموقف الفلسطيني الجديد، وأسبابه ودوافعه، ويسلمها إلى الرئيس كلينتون عند الاجتماع به بعد أيام. - وبعد ذلك... يطلب عرفات من سورية أن لا تقوم بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل إلا بعد قبول إسرائيل بالأسس الجديدة للتفاوض مع الفلسطينيين، ويتعهد لسورية، ويتعهد للعرب، بأن لا يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل إلا بالتشاور والتنسيق مع كل من سورية ولبنان، وفي وقت واحد أو متزامن. - يطلب بعد ذلك، لقاء تنسيق وتخطيط مشترك، مع الدول العربية المضيفة للاجئين، لبلورة موقف فلسطيني - عربي موحد، يؤكد حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الأصلي، ورفض دعوة التوطين، ويتم بعد ذلك تدعيم هذا الموقف بموقف جماعي عربي يصدر عن جامعة الدول العربية. - ويطلب عرفات بعد ذلك، لقاء تنسيق وتخطيط مشترك، بشأن قضية المياه، لبلورة موقف فلسطيني - عربي، يؤكد حق العرب بمياههم، ويقرر ان القانون الدولي هو مرجعية المعالجة لهذه القضية في المفاوضات مع إسرائيل. - ويطلب عرفات بعد ذلك، انعقاد قمة إسلامية، لتأكيد موقف إسلامي جماعي يدعو إلى الانسحاب من القدس. إن خطة تفاوضية من هذا النوع، كانت، وستظل، المخرج الوحيد من مأزق المفاوضات الحالي، والأسلوب الوحيد لمواجهة أي تلاعب إسرائيلي في قضية المسارات. ومن شأن أية خطة تفاوضية أخرى ان تضع المفاوض الفلسطيني في موضع المضطر لقبول الاملاءات الإسرائيلية، وهي املاءات لها في النهاية ترجمة وحيدة هي إعلان ضياع القضية الفلسطينية بأيدي مفاوضين فلسطينيين. وسيكتشف عرفات أنه حين يعلن خطة من هذا النوع، فسيأتيه العالم كله، وفي المقدمة واشنطن وحكامها، للبحث معه في كيفية الخروج من المأزق.