} تبادلت إسرائيل و"حزب الله" التهديدات مع قرب تنفيذ الأولى انسحاباً من الجنوب والبقاع الغربي. فإذ أيدت رئاسة الأركان الإسرائيلية شن غارات انتقامية مكثفة على لبنان في حال وقوع هجمات بعد الانسحاب، واستبعدت قيام حرب مع سورية بعده، اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "المقاومة مستمرة مع وجود الاحتلال وأثناء انسحابه". قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاول موفاز في مقابلة مع اذاعة الجيش الإسرائيلي أمس "اذا استمرت نشاطات حزب الله بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي الى الحدود الدولية" فانه "سيوصي بان يكون الرد قاسياً وشديداً أقوى بكثير من الضربة التي استهدفت البنية التحتية اللبنانية في حزيران يونيو من العام الماضي". وأعرب عن اعتقاده ان "ما من مبرر لاستئناف العمليات العسكرية ضد اسرائيل بعد انسحابها الى خط الحدود الدولية"، الا انه اضاف "اذا ما حصل ذلك فان الدولة العبرية ستحظى بشرعية للرد في شدة وقسوة". وجاءت اقوال موفاز بعد ساعات من أعطاء الضوء الأخضر للبدء ببناء "جدار حدودي جديد" سيمر في جزء منه جنوب الجدار الحالي الذي يمر من الاراضي اللبنانية. وقالت مصادر اسرائيلية ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي اصدر اوامره خلال جولة اجراها بصحبة المدير العام لوزارة الدفاع عاموس يارون ورئيس "هيئة القيادة الشمالية" في الحدود الشمالية، بالشروع في عملية البناء بعد ايام قليلة، وبعد ان تستكمل الاستعدادات العسكرية لاعادة انتشار الجيش الاسرائيلي على طول الخط الحدودي الدولي بين اسرائيل ولبنان "مثلما كان عشية عملية الليطاني عام 1978". واستناداً إلى ما اوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية ستزاح مقاطع من "الجدار الامني الجنوبي" الى داخل الحدود الاسرائيلية بطول 45 كيلومتراً من بين 120 كيلومتراً، وهو طول الجدار الذي يفصل اليوم بين اسرائيل وجنوبلبنان. وستبقى المقاطع المتبقية من الجدار على ما هي، لأنها، بحسب المصدر الاسرائيلي، تتاخم حدود ما قبل الاجتياح الاسرائيلي الاول للبنان عام 1978. وستنفذ اعمال البناء بوتيرة حثيثة، بما في ذلك العمل ليلاً، لانجازه حتى الاسبوع الاول من تموز يوليو المقبل، هو الموعد الذي التزمت الحكومة الاسرائيلية رسمياً امام الاممالمتحدة تنفيذ انسحابها الشامل من الجنوباللبناني فيه. وعلى الصعيد السوري، استبعد موفاز قيام حرب مع سورية بعد الانسحاب من جنوبلبنان، مشيراً الى أنها "ليست في مصلحة الطرفين". وقال رداً على سؤال في المقابلة نفسها أنه لا يتوقع نشوب مواجهة واسعة النطاق مع دمشق لأن ذلك لا يصب في مصلحة سورية، وكذلك الحال في ما يتعلق باسرائيل نفسها. وكشف سفير اسرائيل في عمان عوديد عيران على الصعيد نفسه أن سورية "تلمح" منذ مدة بامكان استئناف المفاوضات بين الطرفين. واضاف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية أن الملك الاردني عبدالله الثاني أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أكثر من مرة خلال الاسابيع الاخيرة بهذا الامكان، مضيفا أن هذا الموقف "يستند الى اتصالاته الملك عبدالله الثاني مع السوريين". لكنه اعرب عن اعتقاده "ان لا احتمال لتجديد المفاوضات مع السوريين في الوقت الحاضر". وفي حديث إلى وكالة الأنباء الإيرانية ارنا، قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل "لا نعتبره حالاً أو ميليشيا لبنانية، وإنما حال اسرائيلية، وبقاؤها في مواقعها وثكنها وسلاحها استمرار للاحتلال الإسرائيلي من وجهة نظرنا، لذلك فإن كل الأعمال التي قد تقوم بها الميليشيا العميلة بعد الانسحاب الإسرائيلي تتحمل إسرائيل مسؤوليتها بالكامل، وأي عدوان لحدي على بلداتنا وقرانا ومدنيينا هو عدوان إسرائيلي، وسنتعاطى معه على هذا الأساس". ورأى "أن العملاء في ميليشيا لحد هم لبنانيون فقط بالهوية، لكن الميليشيات في تأسيسها ومشروعها وأهدافها إسرائيلية، وإذا بقيت بعد الانسحاب فستبقى لتحقيق أهداف إسرائيلية لا لخدمة حسابات لبنانية". وأكد أن الكل في لبنان مجمع وخصوصاً في الدولة والمقاومة على ضرورة أن يسلم هؤلاء العملاء أنفسهم إلى القضاء أو أن يرحلوا مع العدو. وسئل: هل يؤثر الانسحاب الصهيوني في الوضع الداخلي في لبنان. أجاب "قد يحاول البعض الاستفادة من الظروف الناشئة بعد الانسحاب لطرح قضايا سياسية معينة، ويخشى أن تحرك جهات خارجية أميركية أو أوروبية أو إسرائيلية هذا البعض للضغط على لبنان وسورية، ولكن أعتقد أن هذا النوع من التحركات يمكن محاصرته بحكمة وسهولة، ولست قلقاً كثيراً على الأوضاع الداخلية بعد الانسحاب". وأكد أن "حزب الله" سيتابع عملياته "ما لم يتغير شيء على الأرض". وقال "صحيح أن هناك حديثاً عن هزيمة وانسحاب وخروج لقوات الاحتلال، لكن الاحتلال ما زال موجوداً، لذلك فإن من الطبيعي أن يواصل حزب الله عملياته ضده". وعن عودة لهجة التهديدات الصهيونية، قال "إن هذه التهديدات لم تعد أمراً جديداً وهي تتصاعد من حين إلى آخر، ومن الآن وحتى تموز يوليو المقبل سيستخدم الإسرائيليون أعلى لهجة في التهديد والتهويل للضغط على المقاومة لأنهم يطمحون الى وقف إطلاق نار أو وقف عمليات لأن هاجسهم كيف يرتبون انسحاباً آمناً وهادئاً لهم من جنوبلبنان والبقاع الغربي"، وأضاف "أن التهديدات والتهويلات الصهيونية لن تغير شيئاً في قرار حزب الله وأدائه". وعن احتمالات توجيه إسرائيل ضربات عسكرية إلى لبنان خلال الانسحاب قال نصرالله "نحن لا نستطيع تأكيد هذه الاحتمالات أو نفيها لأننا نواجه عدواً، عودنا ارتكاب المجازر وممارسة العدوان، وفي كل الأحوال يجب أن نكون حذرين ومحتاطين". وهل تلاحق المقاومة العدو أثناء انسحابه؟ أجاب "ما دام في إمكان المقاومة توجيه ضربات الى العدو، ستفعل ذلك سواء أثناء وجوده أو أثناء انسحابه". ولفت تصريح للنائب محمد فنيش حزب الله انه لا يمانع انتشار قوات الطوارىء بعد الانسحاب شرط الا يكون ذلك تغطية لاحتلال اسرائيلي ولو لشبر من ارضنا.