وصل الى الجزائر، أمس، الأميرال تشارلز ستيفنسن أبوت نائب القائد الاعلى للقيادة الاميركية في أوروبا في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الفريق محمد لعماري رئيس أركان الجيش الجزائري. واستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المسؤول الأميركي. وقلل السفير الأميركي في الجزائر كامرون هيوم من الضجة الإعلامية التي تصاحب زيارات المسؤولين العسكريين الأميركيين للجزائر. وقال في مقابلة مع "الحياة": "أريد الإصرار على أهمية تفادي الغلو. إننا نعمل سوياً بطريقة طبيعية ولسنا أمام عملية إنزال في المقاطعة الفرنسية النورماندي. هذا التعاون نمارسه مع كثير من البلدان الصديقة". ولاحظ ضعف حجم التعاون العسكري بين البلدين. وقال: "إذا قارنا بين مستوى النشاط بين الولاياتالمتحدةوالجزائر وبين الولاياتالمتحدة وتونس أو المغرب أو بلدان أخرى نرى ان التعاون مع الجزائر يبقى محدوداً". لكنه أشار إلى أن التعاون العسكري بين البلدين يبقى "جانباً مهماً جدا في علاقاتنا". وعن العلاقات الجزائرية - المغربية، نفى هيوم أن تكون بلاده قامت ب "وساطة" بين البلدين. غير أنه لاحظ أن "غلق الحدود يمنع سير العلاقات الإقتصادية بين البلدين". وتمنى أن "يكون هناك تعاون بين بلدان المغرب. وقد عملنا في هذا الإتجاه حيث كان لنا في واشنطن إجتماع حول الروابط الإقتصادية بين الولاياتالمتحدة وبلدان إفريقيا الشمالية". وعن قضية الصحراء الغربية وفكرة الحل الثالث، قال: "أستطيع فقط الرجوع إلى العمل الذي تقوم به الأممالمتحدة. ففي التقرير الأخير للأمين العام تعليق على الصعوبات التي تعيق تجسيد خطة الحل. وقبل أسبوعين تحدث جيمس جيمس بيكر مع المسؤولين في المنطقة الجزائر وبوليساريو والمغرب والآن سنرى ما ستؤدي إليه هذه المحادثات. ونحن نتمنى دائما الحوار للبحث عن الطريقة الأنجع للتقدم إلى الأمام". وقال ان الولاياتالمتحدة مع خيار اللجوء إلى "حل لهذا المشكل بطريق ثالث أو رابع لكن هذا الشيء لا بد أن يقرره وأن تقبله الأطراف المعنية". وفي خصوص العلاقات الجزائرية - الإسرائيلية، قال: "الموقف الرسمي الجزائري يؤكد أن مثل هذه العلاقات مرتبطة بإقامة سلام في الشرق الأوسط وستكون الجزائر مستعدة لإقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل في حال تسوية كل القضايا الخلافية في المنطقة. وهذا طبعاً موقف مهم جداً". وعن رؤيته لتطور الوضع السياسي والأمني، قال: "تحسن الوضع كثيراً. إنها حقيقة. ونوعا ما يتحسّن المستوى المعيشي في الجزائر. لقد ساندنا مسار المصالحة. لكن أقول أننا فعلنا ذلك إنطلاقاً من نظرة واقعية للوضع. هذا يعني أن بين الإرهابيين كان هناك أناس مستعدين للتصالح مع المجتمع. وللأسف هناك من بقي يمارس نشاطه الإرهابي". وبخصوص العفو الشامل عن عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة الذي قيل أن الرئيس بوتفليقة يحضر للإعلان عنه قريباً، تردد الديبلوماسي الأميركي في الخوض في هذا الجانب. وقال: "نحن نحترم خيار الجزائريين في هذه القضية". وعن حصيلة سنة من حكم الرئيس بوتفليقة، أبدى هيوم تفاؤلاً بعمل الرئيس الجزائري. وقال: "نعم في ميدان المصالحة الوطنية حتى وإن لم يكن عملاً كاملاً إلا أنه يبقى عملاً صعباً. وقد بعث الرئيس بيل كلينتون برسائل عدة للرئيس بوتفليقة لتجسيد المصالحة". وتحدث عن الجانب الإقتصادي، مشيراً الى ان الجزائر "استفادت من إرتفاع سعر البترول الذي أعطى بعض "الأوكسجين" للإقتصاد، وهذا من حسن حظ الحكومة التي أعلنت نيتها في الإتجاه نحو مسعى الإصلاح. ونتمنى أن نرى خطوات منجزة في هذا الإتجاه". وقال "إن الولاياتالمتحدة كانت دائما موجودة هنا، كنا هنا طيلة السنوات العشر الماضية، والشركات البترولية الأميركية كانت دوماً ناشطة هنا". وإستبعد فكرة وجود "صراع نفوذ" بين بلده مع فرنسا على الجزائر.