شهد عدد من المدن الأميركية تظاهرات احتجاج على فيلم سينمائي يصوّر العرب، ولا سيما اليمنيين، بأنهم "ارهابيون". وقد دعت المنظمات العربية - الأميركية إلى هذه التظاهرات في ولايات شيكاغو واريزونا ومدن لوس انجليس، كما في العاصمة واشنطن. والفيلم الذي يحمل عنوان Rules of Engagement قواعد التدخل انتجه "بارامونت" ويتصدر حالياً لائحة الأفلام الأكثر مشاهدة في الولاياتالمتحدة للأسبوع الثالث بعائدات بلغت في الأسبوع الثاني لعرضه أكثر من 10 ملايين دولار. كتب قصته جيمس ويب، وزير البحرية السابق أيام الرئيس رونالد ريغان. تدور أحداث الفيلم في اليمن حيث طوق متظاهرون السفارة الأميركية في صنعاء، وقررت الولاياتالمتحدة ارسال "المارينز" لحماية السفارة وانقاذ السفير. وفور وصول "المارينز" اطلق المتظاهرون النار على السفارة، فقتل عدد من أفراد "المارينز"، عندئذ أمر قائد القوة بالرد على النار، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المتظاهرين. ويصور الفيلم كيف حاولت الإدارة الأميركية تزوير الأحداث وإلقاء اللوم على قائد القوة الذي قدم للمحاكمة بسبب المجزرة. ويظهر بعض مشاهد الفيلم، الذي صوّر في المغرب، أطفالاً عرباً يطلقون النار على السفارة الأميركية بطريقة توحي بأن كل العرب نساء وأطفالاً هم معادون للولايات المتحدة. ويتضمن الفيلم اشارات إلى منظمة "الجهاد الإسلامي" ودعوات من جانب هذه المنظمة لقتل الأميركيين. ويدور الجزء الأكبر من الفيلم حول محاكمة قائد القوة الذي أمر باطلاق النار والجدل حول ما يجب عمله في حالات مماثلة. وقد تعرض الفيلم لانتقادات ليست فقط بسبب ايحاءاته العنصرية، بل أيضاً للمعايير الفنية. وقد لزم استديو "بارامونت" الصمت حتى الآن. أما منظمة العرب الأميركيين لمكافحة التمييز ADC، التي دعت إلى التظاهر، فوزعت بياناً انتقدت فيه الفيلم ووصفته بالعنصرية، معتبرة أنه "أكثر الأفلام اساءة للعرب في تاريخ هوليوود".