قدم الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان، الى مجلس الأمن تقريراً في شأن اسرى الحرب والمعتقلين والمفقودين من الكويتيين والجنسيات الاخرى نتيجة حرب الخليج، قال فيه ان هذه "مأساة انسانية" تتطلب "اعلى درجات الانتباه"، ومن الضروري "ألا تنتظر المسائل الانسانية حركة سياسية في شأن المسائل الاخرى المعلقة" في الملف العراقي. وبعث سفير روسيا لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف الى الأمين العام رسالة تضمنت ملاحظات روسيا على تقرير الرئيس التنفيذي للجنة الاممالمتحدة للرصد والتحقق والتفتيش "انموفيك" هانز بليكس، طلب توزيعها كوثيقة رسمية لمجلس الامن. وعين الأمين العام السفير الروسي السابق لدى الاممالمتحدة وواشنطن، يوري فورونتسوف، منسقاً خاصاً معنياً بملف الاسرى والمفقودين. وقال في تقريره "ان نجاحه فورونتسوف يتطلب التعاون الكامل والدعم الكامل من جميع الاطراف المعنية ومن المجموعة الدولية عموماً". وزاد: "ان اقامة حوار بنّاء بين المنسق والسلطات العراقية سيكون تطوراً مرحباً به". ويرفض العراق التعاون مع فورونتسوف انطلاقاً من موقفه الرافض التعاطي مع القرار 1284 الذي تضمن ملف الاسرى والمفقودين. كما يقاطع العراق اللجنة الثلاثية التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والتي قال الامين العام في تقريره انها "الميكانيزم الانسب" لمعالجة هذا الملف. كذلك حضّ الامين العام العراق على استئناف الحوار المستقل بين العراق ولجنة الصليب الاحمر الدولية، كما طلب من المنظمات الاقليمية، مثل منظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز وجامعة الدول العربية "المضي ببذل جهودها عبر كل القنوات المتوفرة لها لتحقيق حل سريع لهذه المشكلة الانسانية". وأشار الى تبادل اسرى الحرب بين العراق وايران بأنه "وميض أمل" بتطورات مماثلة في ما يخص ملف المفقودين في حرب الخليج. وقال ان تجاوب العراق في "هذا الملف الانساني المحض من شأنه ان يصبح مقياساً يمكن المجموعة الدولية من خلاله قياس مواقف العراق من المسائل الاخرى. ويتمسك العراق بمقاطعته التعامل مع مختلف المسائل الواردة في القرار 1284، من ملف الاسرى الى لجنة "انموفيك" التي كتب السفير الروسي في شأنها الى الامين العام. وضمّن لافروف رسالته بياناً لوزارة الخارجية الروسية جاء فيه ان تقرير بليكس يبدو للوهلة الاولى انه يتعلق باتخاذ خطوة "تقنية" انما "مع ذلك، فان المسائل المبدئية المتصلة باستئناف العراق التعاون مع الاممالمتحدة اصبحت مطروحة من جديد". واشارت الرسالة الى "عدم وضوح صياغة" القرار 1284 و"غموضها"، واعتبرت ان "تقرير السيد بليكس لا يخلو من النقائص هو ايضاً. ويتمثل احد العيوب الرئيسية لهذا التقرير في انه لا يتضمن عنصراً سياسياً مهماً يكفل توازناً بين انشطة آليات الرصد الجديدة ويسمح بتفادي اي صدامات ومجادلات مع العراق". وأكد الموقف الروسي المدون في الوثيقة أنه "يجب عدم العودة إلى طرائق عمل بتلر"، في إشارة إلى الرئيس التنفيذي السابق للجنة "اونسكوم" ريتشارد بتلر، وان "الجوانب العملية لأنشطة اللجنة الجديدة تتطلب تنقيحاً مهماً". وأخذ الموقف الروسي على تقرير بليكس انه "لا يبين بوضوح الاجراءات الواجب اتباعها للقيام بالتفتيشات وأخذ العينات والمراقبة الجوية، وهو لا يذكر أي شيء بخصوص ضرورة التوصل إلى اتفاق مع بغداد بشأن هذه الاجراءات، وهذه المسائل هي بالضبط تلك التي أثارت عدداً من المشاكل في أثناء فترة عمل لجنة الأممالمتحدة الخاصة السابقة في العراق". وتحفظت الرسالة عن "التقدير المبالغ فيه" للجنة "أونسكوم"، واحتفظت بحق التقويم النهائي لأعمال "انموفيك" وفقاً "للشكل المحدد الذي ستتخذه التدابير المقترحة".