لندن، هونغ كونغ - "الحياة"، أ ب، رويترز - انخفضت أسواق الاسهم الرئيسية في أوروبا امس الاثنين، إلا أنها تحاشت الانزلاق الحاد الذي شهدته أسواق آسيا في الصباح، حيث تخلص المستثمرون، في حركة بيع كثيفة، مما في محافظهم من أسهم، في رد فعل على الخسائر الجسيمة التي تكبدتها وول ستريت الجمعة الماضي. وانتظر المستثمرون في أوروبا أمس فتح نيويورك لمعرفة ما إذا كانت وول ستريت ستعوض خسائر الأسبوع الماضي. وفتح مؤشر "داو جونز" الصناعي من دون تغيير تقريباً، قبل ان يرتفع نحو 121 نقطة بعد 20 دقيقة من الفتح الى 10427 نقطة، متحسناً بنسبة 1.2 في المئة. فيما انخفض مؤشر "ناسداك"، الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا، 94.25 نقطة في الدقائق الأولى للتداول، قبل ان يراوح عند 3289 نقطة، بارتفاع نحو 2.5 في المئة بعد 25 دقيقة من الفتح. وكان مؤشر "فايننشال تايمز" للاسهم الرئيسية ال100 في لندن، انخفض 4.3 في المئة في بداية التداول، قبل ان يستقر نسبياً في نهاية الجلسة الصباحية ليعاود التحسن ويغلق عند 5993.2 نقطة، بإنخفاض 184.9 نقطة او ما نسبته 2.99 في المئة. وتراجع مؤشر "داكس" للاسهم الممتازة في فرانكفورت بنسبة 4.3 في المئة ايضاً، لكنه استعاد معظم خسائره في نهاية الفترة الصباحية، عندما سجل انخفاضاً بنسبة 2.9 في المئة، ثم اغلق عند 7187.14 نقطة، بإنخفاض 0.38 في المئة. وفي باريس انخفض مؤشر "كاك 40" خلال التداول، لكنه عاد واغلق بانخفاض 0.09 في المئة فقط او 5.17 نقطة عند 6060.54 نقطة. وقال محلل أسواق الاسهم الأوروبية في دار الوساطة "سالومون سميث بارني" في لندن، بول هورن، "ان ما حصل في الأسواق الأوروبية ليس مؤلماً بالدرجة التي كانت متوقعة، نظراً الى الانخفاض الحاد في وول ستريت الجمعة". وكان حجم التداول ضعيفاً في أوروبا، على رغم "اليوم الأسود" الذي شهدته اسواق آسيا. طوكيو فقد هبط مؤشر "نيكاي" للاسهم الرئيسية في طوكيو نحو 9 في المئة، قبل ان يغلق بانخفاض نسبته 7 في المئة عند 19008.64 نقطة. وأشار احد مديري دار "تشيو سيكيوريتز" في طوكيو، ساتشيو ايتشيكاوا، الى ان السوق تراجعت بالنسبة نفسها تقريباً لنسبة التراجع في نيويورك الجمعة. وقال: "توقعت ان تنخفض السوق، لكن ليس الى هذا الحد". هونغ كونغوسنغافورة وفي هونغ كونغ، تكبد مؤشر "هانغ سنغ" ثاني أكبر خسارة له من حيث النقاط، متراجعاً 8.55 في المئة الى 14762.37 نقطة. فيما أغلق مؤشر "ستريت تايمز" في سنغافورة منخفضاً 8.69 في المئة، عند 1999.39 نقطة. استراليا كما انخفض المؤشر الرئيسي للاسهم في استراليا 5.94 في المئة، ومؤشر "كوسبي" في بورصة سيول اكثر من 11 في المئة، ومؤشر بورصة نيوزيلندا 4.6 في المئة. وكانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للاسهم الاميركية وهي "داو جونز" و"ناسداك" و"اس اند بي 500" سجلت الجمعة أكبر هبوط لها من حيث النقاط خلال يوم واحد، لتهبط عند الاغلاق 5.66 في المئة و9.67 في المئة و5.78 في المئة على التوالي. وأحد الأسباب التي أدت الى هذا الهبوط، بيانات اقتصادية أظهرت ان نسبة التضخم الاميركي زادت بأسرع معدل لها منذ خمسة اعوام. وأشار محللون الى ان المستثمرين في أوروبا، بالمقارنة مع المستثمرين في آسيا، "أقل خوفاً من ان يكون الاتجاه الصعودي في وول ستريت قد انتهى". لكن على رغم هذا "الصمود" في أوروبا، الا ان عدداً كبيراً من اسهم التكنولوجيا سجل انخفاضاً كبيراً في لندن، وهي البورصة الأوروبية الأولى من حيث القيمة السوقية. ولم يكن هناك اتجاه محدد طوال التداول يشير الى الوجهة المقبلة للسوق. وقال المدير المساعد في دار الوساطة البريطانية "غريغ ميلتون"، اندرو ميللر، "ان الأسهم الكبيرة في التكنولوجيا والاتصالات تكبدت خسائر لكن غير كبيرة". ومن الأسهم الخاسرة في قطاع التكنولوجيا المتطورة، سهم "بريتيش تليكوم" الذي تراجع 3 في المئة، و"فودافون إرتتش" الذي انخفض 5.7 في المئة في احدى مراحل التداول. وأشار ميللر الى ان "عدداً كبيراً من المستثمرين يبيع الاسهم، لكن عدداً كبيراً آخر يستفيد بالشراء في الوقت نفسه من الانخفاض". الدولار وعلى رغم هبوط الاسهم الآسيوية، الا ان سعر الين قفز واستمر في التحسن، عندما لم يصدر عن مجموعة الدول الصناعية السبع ما يشير الى قلقها في شأن ارتفاع العملة اليابانية، ما عزز توقعات المتداولين بأن اليابان ستواصل التصدي منفردة لارتفاع عملتها، الذي يؤثر على الصادرات. كما ساهم هبوط الاسهم الجمعة الماضي في رفع سعر اليورو الى أعلى مستوياته منذ نحو اسبوعين إزاء الدولار الاميركي. إلا ان العملة الأوروبية سرعان ما تراجعت عن هذه المكاسب عندما لم يصدر عن مجموعة الدول السبع أيضاً اي اشارة الى تأييدها لهذا الارتفاع. ودفع ذلك اليورو الى التراجع عن أعلى مستوياته خلال منتصف التداولات، ليسجل أدنى مستوياته في اسبوعين ازاء الين. وارتفع سعر العملة اليابانية الى 103.24 ين للدولار و99.18 ين ازاء اليورو، وهو أعلى مستوياته منذ 3 نيسان ابريل الجاري.