اختتم الرئيس اللبناني اميل لحود زيارة رسمية ناجحة للمملكة العربية السعودية، هي الاولى من نوعها منذ توليه السلطة، بحث فيها مع القيادة السعودية في مختلف تطورات الموقف من عملية السلام والانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وانتقل ظهراً من جدة، إلى الكويت حيث أجرى محادثات مع أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصّباح. وقلد الرئيس لحود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسام الارز الذي يعد ارفع وسام في الجمهورية اللبنانية، تقديراً لمواقف السعودية المؤيدة للبنان والمتضامنة معه دائماً . وقالت مصادر ديبلوماسية سعودية ل "الحياة" ان الزيارة أضفت مزيداً من الأجواء الايجابية على علاقات البلدين، وكانت مناسبة لتبادل الآراء حيال كثير من القضايا ، في حين عقد الوزراء المرافقون للرئيس ليل أول من أمس اجتماعاً مع نظرائهم السعوديين تركز على مزيد من التنسيق واستكمال بعض الترتيبات الخاصة بالاستثمار وغيرها . والتقى الرئيس اللبناني صباح امس، في مقر إقامته في قصر الحمراء، نخبة من أعضاءالجالية اللبنانية في السعودية وتبادل معهم الرآي في بعض الشؤون اللبنانية وابعاد الانسحاب الاسرائيلي من طرف واحد. وقال " ان لبنان يريد سلاماً عادلاً وشاملاً، ليس اليوم فقط، وانما غداً أيضاً وفي المستقبل، وانه يؤيد تطبيق القرار الدولي الرقم 425 بحذافيره ومن دون قيد او شرط او تهديد من اسرائيل". وبيَّن ان "اسرائيل تطلب من لبنان حدوداً آمنة لها بعد انسحابها من الجنوب اللبناني وفي حال حدوث اي خلل ستضرب البنية التحتية اللبنانية والجيشين اللبناني والسوري". وسأل لحود "كيف تطالب اسرائيل بحدود آمنة لم تستطع هي ان توفرها لنفسها، وتطلب من لبنان ضماناً لذلك بعد انسحابها؟ هل تطبيق القرار425 يكون بالتهديد؟". وأضاف "ان لبنان يريد سلاماً حقيقياً يدوم، لاسلاماً هشاً تعصف به الريح، شرط ان يعيد كل الحقوق إلى أصحابها ، وينهي وضع اللاجئين الفلسطينيين بعودتهم الى وطنهم وارضهم، وإلا فمعنى هذا اننا رجعنا الى قنبلة موقوتة لا نعرف متى تنفجر". وتابع "ان لبنان يريد ان يوضح للعالم ما تهدف اليه اسرائيل بعد انسحابها الاحادي الجانب، وهو تطبيق القرار425 وفقاً للقوانين الدولية وميثاق الاممالمتحدة وما ينص عليه، من دون تهديدات" . ودعا لحود اللبنانيين الى "توحيد الصف والتماسك في ظل المخططات التي تهدف اليها اسرائيل من جراء الانسحاب الاحادي الجانب". واكد "ان لبنان قوي بابنائه وشعبه وبدعم اشقائه في الدول العربية". واشار الى "ان الاممالمتحدة طلبت من اسرائيل خطة للانسحاب لم تقدم حتى الان" . واكد "ان الصهيونية العالمية المسيطرة على الاعلام، تريد ان توضح للعالم اننا لا نريد تطبيق القرار425" . وقال "ان الانسان اذا لم يتذكر التاريخ لا يعرف ماذا يحدث في المستقبل واسرائيل مازالت في غطرستها وتعنتها". واشار الى "ان زيارته للمنطقة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان هي لتوضيح الموقف اللبناني للعالم اجمع خصوصاً في ما يتعلق بالقرار425" . ووصف لحود زيارته للسعودية ولقاءه خادم الحرمين الشريفين بانهما "مثمران"، مشيراً الى موقف السعودية ودورها في اعادة الوفاق الوطني الى لبنان، إضافة الى دعمها له في مختلف الظروف التي مر بها. واشار الى "ان دعم الاشقاء العرب للبنان بعد القصف الاسرائيلي وضرب البنية التحتية عبر بجلاء عن تضامنهم معه في وجه اي عدوان". وثمن دور الرئيس حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في زيارتيهما الأخيرتين للبنان وماتجسد عن ذلك في اجتماع لوزراء الخارجية العرب . واكد ان "لبنان مر بظروف اصعب بكثير لكنه استطاع ان ينشىء نواة للجيش الوطني الذي يعد اليوم قادراً على حماية الوطن بقدراته وابنائه ودعم اشقائه". وشدد على "ان لبنان يعيش عصراً من الديموقراطية وكل مواطن لبناني من حقه ان يدلي برأيه، وفي ذلك مصلحة للبنان لا ضرر" . وحذر لحود من "بعض النفوس التي لم تنظف"، مشيراً الى "ان هناك من يقف وراءها" . ونفى ان يكون هناك 300 الف لبناني هاجروا من لبنان السنة الماضية، مشيرا الى "ان كل قصة وراءها غاية سياسية ولا يعبّر هذا عن الحقيقة في اي حال من الاحوال وهي انباء غير صحيحة " . ووصل الرئيس اللبناني إلى الكويت، الثانية بعد ظهر أمس، في زيارة تستغرق يومين، من ضمن جولته على دول عربية وإيران، وأجرى من فوره محادثات مع الأمير جابر الأحمد الصباح تركزت على أوجه التعاون والعلاقات بين البلدين، خصوصاً من جانبها الاقتصادي. ويشارك لحود اليوم في افتتاح "المركز العلمي" الذي أقامته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إلى جانب الشيخ جابر، ويلتقي أيضاً أبناء الجالية اللبنانية في الكويت.