خلقت الخطوة الفلسطينية بطلب الإنضمام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة جدلاً واسعاً في دوائر صنع القرار بين مؤيدٍ ورافض. حتى الآن اعربت الولاياتالمتحدة عن رفضها هذه الخطوة، وهددت بإستعمال حق النقد (الفيتو) لمنع إنضمام فلسطين إلى نادي الأممالمتحدة، لكي تصبح الدولة رقم 194, إذا ما استمرت السلطة الفلسطينية في مسعاها بطلب الإنضمام. فرنسا من جهتها أعلنت أيضاً رفضها لهذه الخطوة وقدم الرئيس ساركوزي إقتراحاً برفع مرتبة السلطة الفلسطينية إلى رتبة دولة مراقِبة وزيادة صلاحيتها، مشترطاً على الفلسطنيين أن أي طلب للإنضمام بصفة "دولة" يجب أن يكون بالإتفاق مع الإسرائيليين في إطار مفاوضات كاملة وشاملة. وبغض النظر عن المواقف الدولية تجاه هذا الطلب، يشكل هذا الحدث الشغل الشاغل للصحافة الإسرائيلية، التي تنوعت مقالات الرأي فيها واختلفت، فيما وجه بعضهم إنتقاداً لاذعاً لنتانياهو بأنه يتحمل المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأمور. وفي هذا السياق، كتب رونن شوفال في صحيفة هارتس مقالاً بعنوان "المعركة حول التأطير" إعتبر فيه أن التصويت في الأممالمتحدة ليس ذا أهمية كبيرة، وذلك بسبب معرفة النتيجة مسبقاً، لكن المهم وراء هذه الخطوة، هو الصورة التي تعكسها السلطة الفلسطينية لنفسها في الخطاب الإسرائيلي والدولي. وبرأي الكاتب، يريد الفلسطينيون مخاطبة الرأي العام بالقول "الجميع يريد قيام دولة فلسطينية حتى الأممالمتحدة ذاتها، في حين إسرائيل تعارض ذلك، لذا علينا العمل ضد إسرائيل وإجبارها على القبول بقرار الأممالمتحدة". من ناحية أخرى إعتبر آري شافيت في مقال بعنوان ""حقيقة" نتانياهو تثبت خطأ إسرائيل"، أنه بفضل نتانياهو وليبرمان، أصبحت الدولة الفلسطينية "محبوبة" المجتمع الدولي ولا توجد دولة مكروهة ومحتقرة أكثر من إسرائيل. وأضاف أن ما قاما به على مدى سنتين هو مقاومة الضغط والمحافظة على "شرفهما" عبر معارضة التنازل ورفض تقديم أي شيء لصالح الفلسطينين. وفي مقال بعنوان "الفلسطينيون هم اليهود الجدد" إعتبر جدعون ليفي أن الفلسطينيين "نزفوا" لمدة 63 عاماً، ودفعوا ثمن غلطة قادتهم المصيرية برفض قرار التقسيم في 1947, في حين سيدفع الإسرائيليون الثمن لمدة 63 عاماً نتيجة ومعارضة قادتهم قرار التقسيم في 2011 وعنادهم. وختم بالقول "أنظروا اليهم وأنظرو إلى أنفسكم، لقد انقلبت الأدوار." كما إعتبر كل من يائيل كنان وراي شريري في مقال بعنوان "الدولة الفلسطينية فرصة لنا" أنه يجب النظر إلى هذه الخطوة بعين الحكمة، واعتبارها كفرصة لتحرر مزدوج من قيود الإحتلال لنا جميعاً، واعتبارها فرصة لتحرير أنفسنا من "إستعباد" أمةٍ أخرى.