دبي "الحياة" تحاصر ثلاث فرق مصرية هي الأهلي الوصيف والجزيرة والأكاديمية البحرية، الحكمة اللبناني حامل اللقب، في الدور نصف النهائي من بطولة الأندية العربية لكرة السلة التي تجرى في دبي، ويلتقي الحكمة والجزيرة، والأهلي مع الاكاديمية مساء اليوم. بينما احتفظ الصفاقسي التونسي بلقب السيدات اثر فوزه على مواطنه بنتيجة 65 42 الشوط الأول 36 21، ورفع الصفاقسي رصيده الى 12 نقطة، وله مباراة اخيرة غداً الجمعة مع سبورتنغ المصري لن تؤثر نتيجتها عليه، لأنه سبق ان فاز على الأهلي المصري والزيتونة التونسي منافسيه المباشرين، اللذين يمكن ان يتساويا معه برصيد 13 نقطة في حال خسارته. ويلتقي الأهلي والزيتونة رصيد كل منهما 11 نقطة وجهاً لوجه غداً ايضاً. وفوز احدهما يمنحه المركز الثاني في البطولة. وكان الأهلي تغلب على سبورتنغ 65 57 25 26، وشرطة المرور التونسي على الصيد المصري 79 61 41 24، والزيتونة على الانترانيك اللبناني 46 38. الحكمة محرج ولن تكون المهمة سهلة امام الحكمة في نصف النهائي، حيث سيواجه خصما فرض احترامه على الجميع في البطولة الحالية ان كان من حيث النتائج أو من حيث العروض. فقد فاز الجزيرة في مبارياته السبع في البطولة حتى الان، ولم يجد نفسه محرجا في اي منها سوى امام التضامن اللبناني ضمن مباريات المجموعة الرابعة للدور الاول، لكنه سرعان ما تخطى ازمته بفضل خبرة لاعبيه. وقدم الجزيرة حتى الآن افضل العروض الفنية في البطولة لأنه يلعب بطريقة منظمة جدا دفاعا وهجوما، وهي سر قوته لأنه لا يعتمد على لاعب واحد او اثنين بل على المجموعة ككل، ما رشحه لأن يصل الى نصف النهائي بقوة، ومن المرجح ان يكمل طريقه الى النهائي. من جهته، لم يعرف الحكمة مستوى ثابتا في جميع مبارياته حتى الآن، اذ بدأ البطولة بتعثر امام وصيفه عام 1998 وداد بوفاريك الجزائري اعتبر الحكمة فائزا بعد قبول احتجاجه على اللاعب الجزائري فرج الله هارونا، ثم فاز على الوصل الاماراتي والاكاديمية البحرية قبل ان تهتز سمعته بخسارة كبيرة امام العربي القطري لعب الحكمة بتشكيلة شبه احتياطية. وفي الدور ربع النهائي، فاز الحكمة على الانصار السعودي بعد عرض مقنع، ثم خسر امام الاهلي المصري وصيفه، واخيرا فاز على الوحدة الاماراتي بشق النفس بعد التمديد وكان قاب قوسين او ادنى من الخروج من هذا الدور. وفي نظرة سريعة على نتائج الحكمة يلاحظ ان مستواه ليس ثابتا، فحينا يكون مؤهلا للاحتفاظ باللقب، واحيانا اخرى يبدو فريقا هاويا يلعب بطريقة ارتجالية. وتجدر الاشارة الى انه وخلافا للجزيرة، فان الحكمة يعتمد بشكل اساسي على قائده ايلي مشنتف والعملاق السنغالي حسان نداي، وهما تعطلا امام الاهلي المصري، وهذا ما يمكن ان يفعله الجزيرة ايضا ليشل قدرات الفريق اللبناني. في المقابل، ستكون مهمة الاهلي اسهل من مهمة البطل، أولا لأنه الافضل من الناحية المعنوية بعد سبعة انتصارات متتالية منها واحد على الحكمة، وثانيا لوجود عناصر التفوق في تشكيلته ما يرجح كفته على الاكاديمية، وان كان الاخير يضم عناصر مميزة. وبدا الاهلي منذ البداية مرشحا قويا للوصول الى المباراة النهائية واحراز لقب عجز عن الحصول عليه في بيروت. ويملك الاهلي مفاتيح الفوز خصوصا في العناصر صاحبة الطول الفارع امثال احمد ابو الفتوح وقيدار هنداوي وطارق الغنام، فضلا عن صانع الالعاب المميز طارق خيري صاحب الثلاثيات الدقيقة. وكان الأهلي متصدر المجموعة الأولى تجاوز الأنصار السعودي 92 75 44 43، ونفذ الحكمة الى الدور نصف النهائي على حساب الوحدة الاماراتي، وفي الوقت الاضافي 70 65 61 61. بينما فاز الجزيرة على أولمبيك الجزائري 77 72 47 32، والأكاديمية على الكويت الكويتي 77 70 38 29 ضمن المجموعة الثانية. ولعب الحكمة والوحدة مباراة قوية ومثيرة حتى الثواني الاخيرة وسط تشجيع منقطع النظير من نحو 3 آلاف متفرج احتشدوا في صالة نادي الوصل، وحبسوا أنفاسهم طوال فترات اللقاء لأن البطل كان على وشك الخروج من ربع النهائي لولا التوفيق الذي حالف لاعبيه في الثواني الاخيرة من الوقت الاصلي بادراك التعادل، ثم في الثواني الاخيرة من الوقت الاضافي بحسم النتيجة لمصلحتهم. وقدم الوحدة افضل عروضه في البطولة على الاطلاق وتألق منه بشكل لافت صانع العابه المخضرم حمدان سعيد الذي ارهق الفريق اللبناني برمياته الثلاثية الناجحة فضلا عن عبدالله ابراهيم سجل 18 نقطة فيما كان الاميركي مايك موتين 18 نقطة في قمة عطائه في واجباته الدفاعية، وحد من تحركات اسان نداي تحت السلة. وطبّق الوحدة منذ البداية دفاع المنطقة مستغلاً الثواني ال30 بكاملها، والحكمة الرقابة الشخصية فكان التكتيك عاليا من جانب المدربين اللبناني غسان سركيس والاماراتي عبدالحميد ابراهيم، لكن الغلبة كانت لسركيس الذي عرف كيف يوظف قدرات لاعبيه بعد فرض الرقابة على قائده ايلي مشنتف. وتخلف الحكمة في الشوط الاول ثم ادرك التعادل في نهايته 34-34، قبل ان يجد نفسه متخلفا في مستهل الشوط الثاني بفارق 10 نقاط 34-44. وبدأ السباق مع الوقت بمطاردة الوحدة حتى الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي، حيث كان الوحدة متقدما بفارق 5 نقاط الا ان خبرة مشنتف 33 نقطة وفيكين اسكجيان منحت التعادل لحامل اللقب 61-61 ليخوض الفريقان وقتا اضافيا. ويعود الفضل في عودة الحكمة الى اجواء المباراة الى صانع ألعابه بدر مكي الذي فرض رقابة محكمة على حمدان سعيد كما فعل مارك قزح بالنسبة الى عبدالله ابراهيم، فانخفضت خطورة الوحدة الذي عجز عن الوقوف في وجه المدّ اللبناني في الوقت الاضافي لتنتهي المباراة في مصلحة الحكمة 70-65. وقد حاول بعض أنصار الوحدة الاعتداء على الحكمين، لكن رجال الأمن تداركوا الموقف وأمّنوا لهم الحماية اللازمة.