بيروت - "الحياة" تواصل الأجهزة الأمنية في قيادة الجيش اللبناني التحقيق مع موقوف من آل داغر من بلدة بنت جبيل الجنوبية المحتلة للاشتباه في إطلاقه النار من مسدس كاتم للصوت، ظهر الجمعة الماضي، في منطقة حارة حريك الضاحية الجنوبية لبيروت، على مقربة من مسجد الإمامين الحسنين أثناء إلقاء السيد محمد حسين فضل الله خطبة في حشود كبيرة من المصلين. وقال مصدر أمني رفيع ل"الحياة" أمس: "يقتضي التروي والتريث قبل إطلاق أي استنتاج، سلباً، ولننتظر نتائج التحقيق". وأفادت معلومات "الحياة" أن المصلين تجمعوا، الجمعة الماضي داخل المسجد وفي باحته، للاستماع الى خطبة فضل الله، فبلغ احتشادهم تقاطع الطرق الرئيسية عند حاوية كانت موضوعة على حافة طريق. وعلمت "الحياة" أن الحرس الخاص بفضل الله اكتشف رصاصات اخترقت الحاوية من دون أن يسمع أحد أصوات إطلاق النار، وتبين أنها أطلقت في لحظتها، من مكان قريب. واستبعد الحرس على الفور أن تكون رصاصات طائشة لصعوبة اختراقها ألواح الحديد في الحاوية. وبادر الحراس بتجميع المظاريف في هدوء في وقت استمر فضل الله في إلقاء خطبته، منعاً للبلبلة. وبعد دقائق حضرت قوة أمنية وضربت طوقاً. وسلم الحراس المسؤول عنها المظاريف، وأوقف أشخاص وأخضعوا للتحقيق، بينهم شخص من آل داغر يقيم في مبنى مواجه للمسجد. وتردد أنه لا يزال موقوفاً قيد التحقيق خصوصاً أن مسدساً وكاتماً للصوت عثر عليهما معه، وأن الأدلة الجنائية تجري مقارنة بين الرصاصات التي أطلقت من مسدس من عيار 9 ملم والمسدس الذي صودر منه. وبسؤال مكتب فضل الله عن خلفية الحادث وعما تردد أنه محاولة لاغتياله، أكد أحد مسؤولي المكتب ل"الحياة" حصول الحادث، مشيراً الى أنه "لا يمكنه أن يجزم هل هناك محاولة اغتيال أم لا". وأكد أن التحقيقات الأمنية مستمرة "ونحن من جانبنا لن نعلق ريثما تنتهي وكلنا ثقة بالأجهزة ودورها وليس لدينا ما نضيفه. وما دامت القضية متروكة لها، علينا التروي وعدم استباق نتائج التحقيق". وكان فضل الله تلقى أمس اتصالات من شخصيات عدة أبرزها رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص، والتقى الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين رمضان عبدالله شلّح الذي زار أيضاً رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين. واستنكر الشيخ صبحي الطفيلي الملاحق قضائياً، في بيان صادر عن مكتبه، "امتداد اليد اليهودية الآثمة" الى فضل الله. ودعا الى "الالتفاف حول مقامه والدفاع عن الحق وأهله".