عقد الرئيس المصري حسني مبارك امس محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حضرها وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والمستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نبيل ابوردينة والسفير الفلسطيني في القاهرة زهدي القدرة ومن الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور عاطف عبيد ووزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ووزير الخارجية السيد عمرو موسى والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري. وصرح موسى عقب اللقاء بأن مبارك استمع الى ما ذكره عرفات بشأن "توحش" سياسة الاستيطان الاسرائيلية مشيراً الى انه تم خلال الشهور التسعة الاخيرة بناء اكثر من سبعة آلاف وحدة سكنية استيطانية بالاضافة الى 4 آلافوحدة بدأ بناؤها اخيراً. واوضح موسى ان هذا الامر ادى الى انزعاج بالغ اضافة الى انه يشكل عقبة في طريق السلام في المسار الفلسطيني، وقال: "إن الرئيس عرفات ذكر ايضا انه لا يوجد تقدم في المحادثات الجارية حالياً في واشنطن ووصفها بأنها مجرد دردشة". واوضح ان الرئيس الفلسطيني تحدث عن سياسة الاستيطان بمرارة وتناول مدى خطورتها البالغة على ما هو جار. ووصف موسى الوضع الحالي بأنه "أزمة كبيرة" في عملية السلام على مختلف مساراتها مشيرا الى زيارة وزير الخارحية السوري فاروق الشرع الى القاهرة والتي اعلن فيها عن توقف المسار السوري بسبب المطالب الاسرائيلية والاضطراب الحادث بالنسبة الى المسار اللبناني اضافة الى الأزمة الحالية على المسار الفلسطيني. ولفت موسىالى ان الموقف الحالي بالغ السوء ولم يصل الى مثل هذه الخطورة حتى في ظل الحكومة الاسرائيلية السابقة، وقال: "إن هناك تراجعاً وجموداً على مسارات السلام". ووصف موسى الوضع بأنه غير سليم على اطار العملية السلمية وان الامال الكثيرة التي كانت معقودة على سياسة اسرائيلية جديدة وعلى تحرك حقيقي لعملية السلام قد تبددت، مشيرا الى التقارير التي استمع اليها من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وعن ما اذا كانت هناك لقاءات فلسطينية اسرائيلية بعيدا عن الاضواء قال ل"الحياة" إن مثل هذه اللقاءات لم تعد مفيدة، مشدداً على ان المرحلة الحالية ليست مرحلة الاتفاقات الموقتة بل مرحلة مفاوضات نهائية. واكد موسى ان الانسحاب الاسرائيلي من لبنان يجب ان يتم في ظل وإطار القرار 425 واصفا إياه بأنه إلتزام إزاء المجتمع الدولي أو ازاء النظام الدولي، وقال: "نحن جميعاً نؤيد هذا الانسحاب" مشيراً الى ما قاله الوزير الشرع من: "أنه لا يمكن لاي دولة عربية او سياسة عربية او مواطن عربي ان يرفض هذا الانسحاب" ونافياً ان يكون الوزير السوري قد وضع شرطاً للانسحاب موضحاً انه كان يتحدث عن بعض التداعيات الذي هو مبحث مختلف عن المبحث الخاص بالانسحاب.. وكان الرئيس مبارك اعلن في لقاء وزاري صباح امس ضم عدداً من كبار رجال الدولةان موقف مصر واضح في احترام مبدأ الارض مقابل السلام والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن واحترام حقوق الشعب الفلسطيني واحترام القرار 242 والقرار 425 وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة حول الانسحاب ومحادثات الحل النهائي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.