رحب الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدكتور حسين الترابي أمس بعودة قادة حزب الامة المعارض الى البلاد. وأعلن قيادي في "المؤتمر" الذي يعيش خلافاً بين جناحي الترابي والرئيس عمر البشير، أن قيادة الحزب ستعقد لقاءات مع قيادة حزب الامة في الاسبوع المقبل في خطوة تعكس رغبة تيار الترابي في توثيق العلاقة مع حزب الامة الذي عاد أمينه العام وعدد من مسؤوليه الى البلاد نهاية الاسبوع الماضي. وأوضح بيان أصدرته إدارة الاعلام في "المؤتمر الوطني" وتلقته "الحياة" أمس أن الترابي "جدد ترحيبه بعودة قيادات حزب الامة الى أرض الوطن". واعتبر أن عودة قادة الحزب المعارض "تنشرح لها صدور سائر الذين يستقبلون الانفتاح، ونتوقع أن يلحق بالركب القومي المتوحد رئيس التجمع الوطني الديموقراطي رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني وحزبه وآخرون". وأشار الى أن "الاتصالات جارية. والسودان يستقبل مراحل انتخاب جهاز تشريعي وبعد ذلك الانتخابات الرئاسية المقررة في بداية العام المقبل والتي لا بد أن تقوم على الحرية والمساواة والعدالة، وتجد فيها كل القوى والتيارات الفترة والفرصة االمتكافئة لعرض برامجها ورجالها للرأي العام وتتحرك في ساحة العرض لتنظيم من يواليها من القواعد الشعبية". وأضاف: "لذلك نرجو أن تكون عودة حزب الامة ولحاق الاطراف الاخرى، فاتحة خير وبارقة أمل لاستقرار سياسي شامل لبلادنا تخرج بها من الدائرة الخبيثة التي ظلت تتقلب فيها بين الفوضى في الحكم المتورط في اختلاف بعد ائتلاف والطغيان بالحكم الذي يؤدي الى ثورة شعبية". وشرح البيان إهتمام الحزب الحاكم بمسألة الوفاق وأشار خصوصا الى أن لقاء جنيف بين الترابي وزعيم حزب الامة رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي منتصف العام الماضي "كسر جليد القطيعة القومية ومثل إنطلاق السير العملي لتجاوز الجمود وتحقيق التواصل بين الفرقاء. وتواصلت بعده اللقاءات في جيبوتي والقاهرة" في اللقاءين اللذين ضما المهدي والبشير. ولاحظ أن القول ان الترابي يعارض عودة قادة حزب الامة "لا يتسق مع مواقف المؤتمر الوطني وامينه العام الذي كان سباقا الى الحوار مع المعارضة وحزب الامة خصوصاً، وكان فتح الباب بلقاء جنيف وبارك بعد ذلك كل الخطوات اللاحقة مثل لقاء البشير والمهدي". الى ذلك، أعلن أمين الاتصال والتنظيم في الحزب الحاكم آدم الطاهر حمدون أمس، أن الامانة العامة ل"المؤتمر الوطني" وضعت برنامج لقاءات مع قادة حزب الامة الذين عادوا أخيرا الى البلاد. وأوضح أن الاتصالات ستبدأ الاسبوع المقبل وأن "قنوات التعاون بين الحزبين ستظل مفتوحة وصولا الى الاهداف الوطنية في احلال السلام والامن في البلاد". وزاد أن نائب الامين العام للحزب الدكتور علي الحاج وعدداً من قادة الحزب كانوا في مقدم مستقبلي قادة حزب الامة الذين عادوا الى البلاد الخميس. على صعيد آخر، أعرب الدكتور علي الحاج عن تفاؤل بإمكان نجاح مبادرة يقودها أمناء الحزب الحاكم في الولايات لمعالجة الخلاف بين البشير والترابي. واعتبر الحاج في تصريحات صحافية نشرت أمس أن "الخلاف داخل الحزب لن يطول". وأضاف أن "مؤشرات ايجابية بدأت تظهر نتيجة لمبادرة أمناء الحزب في الولايات". وزاد أن هذه المبادرة "وجدت قبولا واستحسانا من الاطراف كافة. وما يميز هذه المبادرة هو انها تقوم على ثقل وسند جماهيري كبير في المركز والولايات، ورؤيتها للحل تقوم على المؤسسية والشورى ومرجعية الدستور والنظام الاساسي للمؤتمر الوطني". وزاد أن وحدة الحزب الحاكم "باتت خياراً استراتيجياً للبقاء، ولا مناص عنها مهما تفاقمت الخلافات بين القيادات. والساحة السياسية أصبحت مفتوحة والوفاق بات واقعاً، فلا بد للمؤتمر أن يوحد صفوفه لمواكبة تطورات المرحلة". وقال إن لقاءات أمناء الولايات التي اجروها مع البشير والترابي ونوابهما "ركزت على الحريات والحكم الاتحادي وحالة الطوارئ والوفاق والمؤسسية".