حسمت الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية لمصلحة كل من نائب الرئيس الديموقراطي آل غور، وحاكم ولاية تكساس الجمهوري جورج بوش الابن. وبات في امكان المرشحين التفرغ احدهما للآخر في معركة الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وخرج آل غور من انتخابات "الثلثاء الخارق" سليماً معافى ووفر كل جهد وخبرة اكتسبها نائباً للرئيس في السنوات الثماني الماضية، للانقضاض على بوش. وخرج الاخير من الانتخابات التمهيدية منتصراً، لكن دامياً، بعد معركة صرف فيها جهداً كبيراً وانفق معظم امواله لازاحة منافسه داخل الحزب الجمهوري جون ماكين من الطريق. وكوفىء جهد بوش الابن بتمكينه من اكتساح معظم الولايات الرئيسية مثل كاليفورنيا واوهايو ونيويورك، مؤكداً انه مرشح الجمهوريين بلا منازع. ولم تكن انتصارات منافسه في حجم "الهجمات الكلامية" التي شنها عليه، اذ حقق مكاسب متواضعة في ولايات نيو انغلاند ورود ايلاند وكنيتيكت وماساتشوستس وفيرمونت ... بفضل اصوات المستقلين والديموقراطيين لا الجمهوريين. وفشل السيناتور الديموقراطي السابق بيل برادلي امام غور في كل الولايات ويتوقع أن يعلن اليوم انسحابه من السباق ويجدد ولاءه للحزب ولنائب الرئيس. وتمكن بوش حتى الآن من جمع اصوات 681 مندوباً في مقابل 225 مندوباً لماكين علماً ان المطلوب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري 1034 مندوباً. وأمضى السيناتور ماكين يوم أمس في ولاية اريزونا في عملية مراجعة لخياراته ليقرر خطواته المقبلة وما إذا كان سيعترف بهزيمته امام بوش. وسعى زعماء الحزب الجمهوري الى اقناعه بالانسحاب والتعاون مع حملة بوش لتجميع القوى في مواجهة غور. واياً كانت النتيجة فإن الولاياتالمتحدة تستعد لمتابعة معركة طاحنة لجذب الناخب الأميركي، بين نائب الرئيس وبوش الذي بدأ يصف آل غور بانه "مرشح الأمر الواقع في واشنطن"، داعياً الى جمع الشمل داخل الحزب الجمهوري لإنهاء عهد كلينتون وغور في البيت الأبيض. وبدوره، مد غور يد المصالحة الى برادلي وحذر الجمهوريين ومرشحهم من استخدام الأساليب السلبية في المعركة الانتخابية. وأظهرت الانتخابات الشعبية في ولاية كاليفورنيا والتي تسمى مباراة الجمال ان غور متقدم على بوش بنسبة 36 في المئة في مقابل 28 في المئة للاخير و23 في المئة لماكين و9 في المئة لبرادلي.