قبل الرئيس حافظ الاسد مساء امس استقالة حكومة المهندس محمود الزعبي وكلف محافظ حلب محمد مصطفى ميرو تشكيل الوزارة الجديدة، على ان يسير سلفه الاعمال ريثما تعلن "حكومة التغيير" التي ترمي الى "محاربة الفساد". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الرئيس السوري ابلغ ظهر امس اعضاء القيادة القطرية قرار التغيير الحكومة بعد اكثر من اسبوعين على ترؤسه اجتماعا مهما انتقد فيه الاداء الحكومي وعدم قدرة حكومة الزعبي تنفيذ البرنامج الاصلاحي الذي قدمه الاسد في بداية الولاية الرئاسية الخامسة في آذار مارس الماضي. واوضحت ان قرار تسمية رئيس الوزراء رسا على الدكتور ميرو بين مرشحين آخرين لتوافر الشروط المطلوبة لمنصب كهذا اهمها "كفايته الادارية والعلمية وشهرته بأنه نظيف جداً وسعيه جاهداً إلى محاربة الفساد وهدر المال العام". وكانت "الحياة" توقعت امس استقالة حكومة الزعبي اليوم، وذلك بعد يومين على نشرها ان التغيير سيحصل قبل 8 آذار، ذكرى وصول "البعث" الى الحكم وان رئيس الوزراء الجديد سيكون من "الصف الثاني" الامر الذي ينطبق على الدكتور ميرو عضو اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم منذ العام 1963. عمل ميرو 59 سنة بعد تخرجه من قسم اللغة العربية في كلية الآداب أمينا عاما ل"اتحاد المعلمين العرب" في القاهرة في السبعينات ثم في "المعهد العربي للدراسات". ونال شهادة الدكتوراه من معهد الاستشراق في موسكو على اطروحته عن أمين الريحاني. وعيّن في الثمانينات محافظا لدرعا جنوب سورية حتى العام 1986 ثم محافظاً للحسكة شمال شرق البلاد وبعدها في العام 1993 محافظاً لحلب. واشارت المصادر الى ان حكومة ميرو ستعلن "قريباً" وهي ستضم تشكيلة من "الرعيل القديم والدماء الجديدة"، اذ أن تغييرات ستطراً على وزارات السيادة، علماً ان وزراء الدفاع العماد اول مصطفى طلاس والخارجية فاروق الشرع والداخلية محمد حربا سيحتفظون بمناصبهم. واشارت الى ان السفير عدنان عمران سيستلم حقيبة وزارية، وربما كانت الإعلام، وان التوقعات رجحت تسلم محافظ اللاذقية نواف الفارس وزارة دولة والمهندس مكرم عبيد حقيبة التخطيط ومحمود السيد و هيثم ضويحي وناجي العطري حقائب اخرى. وربما اسندت وزارة الثقافة إلى الأديبة مهى قنوت. وثمة مؤشرات إلى أن وزيري الاقتصاد والمال سيحتفظان بمنصبيهما.