اتفق منتجو الالبان في السعودية امس على تشكيل لجنة من شركات "المراعي" و"الصافي" و"نادك" و"هيئة منتجي الألبان" وممثلين من صغار المنتجين لدرس التغيرات الحالية في الاسعار ومعالجة وضع الفائض من الحليب والالبان وتفعيل دور هيئة المنتجين. وكان وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعمر اجتمع امس مع ممثلي شركات الالبان ومنتجي الحليب لمناقشة حرب الاسعار التي تصاعدت أخيراً بين شركات الالبان. وشدد الوزير على أن الحكومة تقف الى جانب هذه المشاريع الوطنية وأن الوزارة "مستمرة في دورها المتكاتف مع جميع العاملين في القطاع الزراعي لخدمة هذا القطاع وتذليل ما يواجهه من صعاب". وتركزت المناقشات حول نقاط ثلاث رئيسية هى تفعيل دور هيئة منتجي الألبان ودرس التغيرات الحالية في الأسعار ودرس معالجة وضع الفائض من الحليب والألبان. وعلمت "الحياة" من احد منتجي الالبان ان الاجتماع شهد تبايناً في الآراء حول رفع اسعار الالبان أو بقائها على ما هي عليه، وأسباب تراجع الاسعار، وتقرر تشكيل لجنة ترفع توصياتها في هذا الشأن. وأوضح ان الجميع "متفائلون بقرب انتهاء هذه المشكلة التي تسبب استنزافاً كبيراً للمزارعين". الاجتماع الاول السبت ومن المقرر ان تعقد اللجنة اجتماعها الاول السبت المقبل لرفع توصيات لمعالجة النقاط الثلاث الرئيسية التي تم الاتفاق عليها. كما تقرر ان تجتمع اللجنة التي تضم جميع المعنيين بقطاع انتاج الألبان والحليب في السعودية بوزير الزراعة والمياه في الخامس من نيسان ابريل المقبل. وكانت حرب الالبان تصاعدت أخيراً وأدت الى خفض أسعار اللبن والحليب بنسب تراوح بين 25 و40 في المئة. وهذه هي المرة الثانية التي تخوض فيها الشركات حربا علنية وشرسة للاسعار خلال التسعينات. ويتركز معظم منتجي الالبان في منطقة حرض 100 كيلومتر جنوبالرياض المشهورة في الاوساط الاقتصادية باسم "وادي الحليب" والتي تضم كبرى مزارع الابقار ومصانع الالبان في العالم. وتكمن المشكلة كما يقول بعض اصحاب المزارع في وجود حليب خام فائض في المزارع الصغيرة يزيد على 100 طن يومياً أكثر من 100 الف لتر، وفي ان انفاق المستهلكين على الالبان والحليب عام 1999 انخفض واوجد مشكلة عند المنتجين تتمثل في وجود الرجيع الناتج عن انخفاض الاستهلاك وتراجع الشراء. ويوجد في السعودية نحو 17 اسماً تجارياً لتسويق الالبان ومشتقاتها، ويبلغ الانتاج السنوي للمزارع السعودية اكثر من 650 مليون لتر من الحليب ومشتقاته ينتجها نحو 32 منتجاً للحليب الخام يقوم نصفهم تقريبا بتصنيع هذه المنتجات وتبيع البقية انتاجها للمصانع، فيما تستورد البلاد 750 مليون لتر حليب معظمه مجفف بودرة. ويبلغ معدل استهلاك الفرد السعودي 110 لترات سنوياً من الحليب ومشتقاته، فيما يبلغ المعدل العالمي 140 لتراً سنوياً. وطبقاً لتقارير وزارة الزراعة والمياه فان بعض المنتجات وصل الى الاكتفاء الذاتي.