دعوها تلعب قليلاً بالبالونات تستقصي أخبار الحلوى تهشم الفوانيس التي لا تسكنها المردة. في الصباح، لا توقظوها بعنف هكذا، دعوها تسرّب الأحلام أولاً من فتحات النوافذ والأبواب. ثم اطلقوها كالقنبلة الذكية ستعرف إلى من تتجه بأفراحها *** ماذا لو وضعتُ العالم كله في جيبي هذا الشتاء؟ سيختنق العالم طبعاً لأنه لم يتعود على الدفء بلا مقابل. وقد يتسخُ جيبي قليلاً عندما أفركُ القارات بأصابعي في لحظة طارئة من لحظات الخجل كل ما أعرفه عصافير قلوب وأجنحة وموسيقى تتخلل الهواء أصفّر لها ألوّح بأعلامي الملونة وأنتظر ناسية أنني تركت باب العش مغلقاً لسنوات كان كل ما أعرفه فيها تراب *** الأرض التي أنجبتني أنجبت غيري كثيرين وشاخت. قد أغفر لها نسيانها أنها أنجبتني. لكنني لن أغفر لها أبداً رفضها أن تتبناني كل هذه السماء الشاسعة. *** وقفتُ في السماء. وقفت كنجمة تحبها السفن والأحلام. خيالات البشر النائمين تثير غضبي خيالات الساهرين أشد فكرت أن أسقط كالشهاب أن أحرق مدناً بكاملها ربما يتحرك ساكنٌ لكنهم عندما شاهدوا سقوطي لم يشهقوا ولم يفكر أحدهم في أمنية. انتظرت طويلاً ها هنا في صمت. أتطلع إلى البلكونات المغلقة. كل هذه الحجرات يسكنها بشر! كل هذه الحجرات حكايات لم يروها لي أحد! أصواتهم دخان كلماتهم موتى أسرارهم ستموت لو لم يعرفوا بعد مراسم الدفن أين ستذهب الذاكرة. *** بأصابعي ألعب لعبة الشمس والدوران كأنني أحلم أصابعي لا تعرف الشتاء عندما يسقط المطر سأحرص على النباتات الشيطانية وعلى ألوان النار وأندهش: هل ستكتب شعراً هذه الطفلة؟ أم ماذا؟ هل ستدير ظهرها للدُمى؟ *** سأفعل كل ما أريد دفعة واحدة هذه قيودي وهذه خيولي السابحة في الجو الهواء خدعة الأحياء حسرة القبور المغلقة أتحسس الرطوبة والتراب وسط ظلام الأجساد المولعة بالنوم اليوم سأرفع جثة الجريمة سنحتفل معاً بالأسرار التي دُفنت هناك أغير كفنها وأضع لها العطور النفاذة ثم نزور أماكنها المحببة هذه حدائقها وهذه أيضاً صحرائي ألوان أقنعتي وطبولي الصفراء التي ستطرد زينة المدن. *** بيننا صلات دم حميمة لأن كلاً منا استطاع أن يجرح الآخر ويشرب من دمه.