قالت مصادر رسمية امس ان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع استقبل امس اوغوز زيال معاون وزير الخارجية التركي وبحث معه في تطوير العلاقات بين دمشقوانقرة في المجالات كافة. وبدأت أول من أمس بين معاون وزير الخارجية السوري السفير عدنان عمران و زيال محادثات تناولت العلاقات الثنائىة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وشارك فيها السفير التركي الجديد في دمشق اغوز تشلكول والحالي جنيغ دوعاتبه والديبلوماسي آزر جندن. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان المحادثات كانت "صريحة وجيدة" اذ انها بمثابة "مقدمة" لزيارة سيقوم بها وزير الخارجية اسماعيل جيم للقاء نظيره السوري في نيسان ابريل المقبل على ان يتبعها اجتماع اللجنة العليا المشتركة التي لم تعقد اجتماعاتها منذ سنوات. وفيما قالت مصادر ان الجانبين بحثا في مسودة "بيان سياسي" او "اعلان مبادئ" لتنظيم العلاقات بين الطرفين، وانهما سيستأنفان البحث فيه اليوم، رفضت المصادر المشاركة في الاجتماع تأكيد او نفي ذلك "لأن الامور لا تزال قيد الدرس". وتطالب دمشق بادراج موضوع المياه على جدول الاعمال بين الجانبين بدعوة انقرة الى الدخول في "مفاوضات جدية" للوصول الى "قسمة عادلة" لمياه نهري الفرات ودجلة، علماً ان اللجنة الفنية لم تجتمع منذ ثماني سنوات. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان المطالب السورية تستند الآن الى "امر عاجل وهو ان سد بيره جيك سيمتلأ في نيسان المقبل" وان بناء سد آليسوه على نهر دجلة يواجه معارضة قوية من مؤسسات دولية لأسباب انسانية وسياسية "باعتبار انه سيهجر آلاف الاكراد من قراهم من جهة، ولأن يقام على نهر دولي من دون موافقة دولة المجرى الادنى". وكانت دمشق احتجت لدى سويسرا وبريطانيا على قيام مؤسسات منهما بالمساهمة في التمويل والبناء ومنح ضمانات القروض لبناء السد التركي في اطار "مشروع تطوير جنوب شرقي الاناضول"غاب. يذكر ان الجهود الديبلوماسية بين البلدين اسفرت في تشرين الاول اكتوبر 1998 عن توقيع اتفاق اضنا الامني، الامر الذي انهى توتراً عسكرياً بين الدولتين. وقالت المصادر الديبلوماسية ان العلاقات الثنائىة "بدأت تشهد منذاك تطوراً في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل يسعى الطرفان الى تعميقها سياسياً وفي المجالات كافة". وكان جيم وعد الشرع في لقائهما في ايلول سبتمبر الماضي في نيويورك بالبحث في موضوع المياه في المحادثات الرسمية بينهما. والتزمت انقرة قبل يومين عدم قطع المياه المصرفة الى سورية خلال عطلة عيد الاضحى المبارك كما جرت عليه العادة في الاعوام السابقة، علماً ان اتفاقا مرحلياً يلزمها تصريف اكثر من 500 متر مكعب في الثانية من اجمالي التدفق البالغ ألف متر.